• اخر الاخبار

    انتشار المخدرات في البصرة.. المسؤولية الامنية وغياب دور الاهالي في ظل الجائحة

     


    تقرير \ علي سلمان العقابي

    تعد المخدرات من اخطر الآفات الاجتماعية التي انتشرت بشكل كبير في جميع دول العالم ومنها العراق , وهي عبارة عن مواد تغيب العقل عن الوعي وتسبب تسمماً للجهاز العصبي بحسب راي الطب بذلك.

    ومن الناحية القانونية فتعاطي المخدرات جريمة يعاقب عليها القانون كما حرمتها كل الديانات السماوية لما لها من اضرار جسيمة على صحة الفرد والشعوب.

    وتكافح الدول هذه الافة من خلال الاجراءات المشددة في جميع المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية ,الا ان مافيات هذه التجارة يزاولون عملهم بكل قوة .

    قبل عام 2003 عد العراق الدولة الوحيدة التي لم تسجل حالات التعاطي او المتاجرة بسبب عقوبة الاعدام التي كانت تقرها الحكومة آنذاك.

    الا ان الانفتاح والديمقراطية التي دخلت العراق بعد 2003 والانفلات الامني  والغاء عقوبة الاعدام شجع الكثير على المتاجرة والتعاطي لهذه المادة الخطرة. وتعدّ مادة "الكريستال ميث" الأكثر رواجاً في العراق، إضافة إلى مواد مخدرة أخرى ومؤثرات عقلية بينها الحشيشة و"الكبتاغون" التي يطلق عليها محلياً "0-1"، إذ يكثر تعاطي تلك المواد بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة، بحسب مفوضية حقوق الإنسان العراقية.



     وتعتبر البصرة من اكثر المحافظات العراقية التي تعاني من انتشار هذه الافة بسبب موقعها الجغرافي المحاذي لثلاث دول هي ايران والكويت والسعودية وسهولة المعابر بين هذه الدول اثر كثيراً على هذه المحافظة اضافة لمنافذها الحدودية البحرية.

    الشيخ محمد الزيداوي احد شيوخ عشائر العراق في البصرة يصف انتشار المخدرات في المحافظة "اشبه بالسرطان الذي اصاب جسدها نتيجة تقصير القوات الامنية بأخذ دورها في محاربة هذه الافة , واضاف الزيداوي .. "مؤشرات خطيرة تشير الى ان المحافظة هي الاسوء بين محافظات العراق كونها اصبحت المركز الرئيس والممر المهم لتجارة هذه المادة. وغياب دور العشائر في السيطرة على الشباب سبب من اسباب انتشار المخدرات والجريمة في نفس الوقت .

    العقيد (ع.ج) انتشرت المخدرات في البصرة بسرعة شديدة واصبحت اعداد المتعاطين بتزايد يومياً نتيجة اهمال ومتابعة الاهالي لأبنائهم ولاسيما فئة الشباب والفتيان المراهقين الذين انفتحت لهم كل السبل ومنها السفر خارج البلاد والجولات السياحية التي لاتكون مراقبة من قبل الدولة وكذلك انتشار المقاهي الرسمية التي اصبحت ملاذ لكثير من هذه الفئات وهناك من يحاول استغلال هذه المجاميع بترويج هذه المواد المخدرة التي هدف تلك العصابات اتلاف عقول الشباب وتدميرها.

    وأضاف "اعتقد ان انتشار المخدرات هو جزء من مخطط كبير لتدمير العراق البلد الذي كان معروفاً بخلوه من هذه الافة.

    وذكر (ع.ج) انه تم تأهيل اكثر من 160 شخص من المتعاطين في مركز تأهيل المدمنين الذي انشأه مركز تدريب الاساس في البصرة قبل الجائحة ولكن بسبب انتشار الوباء توقف المركز عن هذه المبادرة وفتحت بعد ذلك مصحة تابعة لدائرة صحة البصرة مهمتها علاج المدمنين

    (س.ك) شاب يبلغ من العمر 28 عاماً اودع السجن بسبب تعاطيه المخدرات التي ادمن عليها دون ان يشعر بنفسة فقد كان يرتاد المقاهي مع زملاء له وكانوا يجلسون لساعات طويلة نتيجة الفراغ الذي يملئ حياتهم فلم يكن له عمل وكان يعتمد على والده في مصروفة ويذكر (س) انه كان يأخذ الأركيلة من أصدقائه ويشربها ولم يكن يعلم فيها نسبة من المخدرات حتى ادمن واصبح لا يستطيع التخلي عنها واكتشف ان جميع أصدقائه يتعاطون تلك المواد.

    ويؤكد (س) انه كان يسافر معهم في رحلات شجعتهم على شرب الخمر والحبوب المخدرة في تلك الدول حتى اصبح كثير المشاكل مع اهله واضطر الى الخروج من البيت لأيام وليالي يعيش مع أصدقائه موهم اهلة انه يعمل في محافظة اخرى حتى وقع بقبضة العدالة مما صدم والدية واخوته بهذا الخبر .

    وذكر انه اخذ العلاجات خلال فترة الحبس التي ساعدته على ترك هذه المادة وبدء يهتم بعمله ليكون نفسه .

    (ص. ب) ناشط مدني في مجال حقوق الانسان أكد ان هناك اكثر من 1000 سجين في محافظة البصرة بسبب المخدرات على حد قولة"

    واوضح "ان شبكات من السياسيين وضباط شرطة مشتركين مع مافيات بيع المخدرات حتى انتشرت بين الفتيات في المدارس " وانخفضت نسبة الطالبات بعد اعلان الحظر الصحي الا ان الشباب لم يتم السيطرة عليهم فزاد مع الجائحة نسب المتعاطين نتيجة الفراغ الذي يعيشه الشباب."

    واختتم(ص) حديثه "الحدود النهرية والبحرية التي انعدمت فيها امكانيات المراقبة شجعت العديد من العمل بتجارة المخدرات حتى اصبحت البصرة الموزع الرئيس لعموم العراق وكذلك تهريبه الى عدد من دول المنطقة."

    وفي حديث سابق يكشف علي البياتي عضو مفوضية حقوق الانسان إن "علاج المتعاطين لا يمكن أن يتم إلا من خلال مرورهم بالجهات الأمنية"، مبيّناً أن "التعامل مع متعاطي المخدرات بوصفهم مجرمين وليسوا ضحايا، يمثل أحد أكبر العوائق بالنسبة إليهم من مراجعة مصحات التأهيل خوفاً من العقوبة القانونية".ويؤكد أن ثمة إشكالية أخرى تتعلق بـ"مساهمة بعض الصيدليات في ترويج مواد ممنوعة ومخدرة نتيجة ضعف الرقابة الحكومية"، مبيناً أن "العراق لم يعد مستورداً أو ممراً للمخدرات بل صار منتجاً للكثير منها". وتذكر العديد من التقارير الامنية ان ارتفاع نسبة الجريمة والعنف الاسري في العراق عامة والبصرة خاصة ناتج عن الزيادة الحاصلة في اعداد المتعاطين والتي اصبحت في تزايد مستمر" ،ويرى المراقبون انها واحده من اخطر القضايا التي تهدد المجتمع العراقي".

    تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".

    ad728