التعليم الالكتروني في البصره ..هل من نتائج ؟
تقرير : سندس الزبيدي
عملت مديرة مدرسة رابعة العدوية الابتدائية في مدينة البصرة جنوب العراق على تحدي الجائحة لتعليم تلاميذها ودون الانقطاع عنهم فتمكنت المديرة حذام من الانتصار على الوباء بالتواصل مع تلاميذها برغم صعوبة الموقف حيث الاطفال الذين لا يملكون الخبرة الكافية في مجال التعليم الالكتروني .
فأكملت المدرسة عامها الدراسي بنجاح وتفوق من خلال الاجراءات السريعة والهادفة والتي من خلالها استطاعت ان تعبر هذه الازمة بخبرتها وتفانيها ومنهيتها العالية.
الوباء الذي عطل الحياة في جميع مفاصلها لم يثني حذام عن خوض المعركة التي استطاعت بفضل حكمتها وخبرتها تحدي ذلك الوباء والانتصار علية ليبقى التعليم مستمر في مدرستها برغم التهديدات التي وصلتها من قبل البعض .
عملت حذام على تقسيم الصفوف الى مجاميع الكترونية وجعلت كل معلمة مشرفة على صف لتتمكن كل معلمة من التواصل مع تلاميذها بكل يسر وبساطة عبر منصات الوات ساب وبحضور اولياء امور التلاميذ الذي كانوا يتابعون معها اول بأول . وقد سبق ذلك التنظيم هو الحملة الكبيرة التي قامت بها المدرسة من توزيع الكتب (المناهج الدراسية ) على التلاميذ في بيوتهم.
وصفت احد المعلمات هذه المديرة بالمجاهدة حيث قالت "لقد سهرت الايام والليالي لتقسيم المدرسة بطريقة فنية الكترونية استطعنا من خلالها التواصل مع طلابنا ومتابعة الواجبات اليومية البيتية بطريقة ناجحة دون عنا .وكانت المديرة معنا في كل كروب او مجموعة تراقب عملنا بكل دقة وتصحح لنا الاخطاء حتى انهينا المقررات الدراسية بكل سلاسة وفهم".
مديرةمدرسه ابتدائيه الست سندس حسين تعوبي كان لها راي في التعليم الالكتروني قالت
" ان التلميذ في المرحلة الابتدائية يحتاج الحضور الى الصف اكثر من التعليم الالكتروني كون التلميذ يحتاج الى تفاعل مع المعلمة في غرفة الصف يضيف له الكثير".
"واضافت تعوبي انها لو كانت تملك القرار لكانت الغت التعليم الالكتروني وبلغت الى التعليم الحضور كون التلميذ يكون متكاسل غير متفاعل مع الصف والمعلمة "
احمد الصالحي والد احد التلاميذ في مدرسة رابعة العدوية عندما سألناه عن وضع التلميذ في ظل التعليم الإلكتروني اجاب بأن
التعليم الالكتروني بالنسبة للمراحل الدراسية الاولية في لا يجدي نفعاً كون التلميذ في بداية حياته الدراسية يحتاج الحضور الى الصف ولقاء المعلمة وزملائه ليبدأ حياة جديدة تعلمه الكثير."
بينما التعليم الالكتروني للمراحل الجامعية ضروري حيث يستطيع الطالب في أي مرحلة مواصلة دراسته عبر المنصات الالكترونية كونه ملم وفاهم فيما يعمل ويدرس."
واضاف الصالحي :"في ظل الجائحة نحن مضطرين لقبول التعليم الالكتروني لمواصلة العام الدارسي برغم الامكانيات الضعيفة التي تملكها مدارسنا الابتدائية لكن هناك مدارس وادارات اثبتت نجاحها بكل قوة وواصلت التعليم وانهت عامها الدراسي بنجاح".
مشرف تربوي يعمل في تربية البصرة حدثني عن التعليم الالكتروني بقوله
"نحن في البصرة نعتمد في التعليم الالكتروني على الوات ساب بالنسبة للمدارس الابتدائية وهذا فاشل بحد ذاته كون العالم جعل من المدارس منصات الكترونية يجلس الطالب في البيت بكامل القيافة وتظهر صورته عبر المنصة ويتواصل مع بقية زملائه في الصف عبر الدائرة الالكترونية حيث المعلم او المعلمة تقف في الصف وتبث المحاضرات وكانهم جالسين معها في الصف وهذه الطريقة هي الاكثر نجاحاً في العالم لكننا نفتقر اليها في الوقت الحاضر للظروف المالية والسياسية التي يمر بها البلد."
علي العقابي ناشط مدني ومراقب اعلامي اجابني عندما وجهت له سؤلاً عن اهمية التعليم الالكتروني فاجاب ان
التعليم في العراق يواجه صعوبات وتحديات كبيرة بسبب الاوضاع الامنية والسياسية التي تربك الوضع العام ولاسيما الدوام في المدارس وبعد الجائحة اصبح الوضع اسوء بكثير مما علية قبل الجائحة كون المدارس لم تكن على استعداد تام لمثل هذه التجربة حيث فقر الامكانيات الالكترونية لدى الكثير من المعلمين والمعلمات والجهل الالكتروني الذي نعني منه لدى البعض حيث تفتقر المعلمات والمعلمين الى الخبرة في كيفية استخدام المنصات الالكترونية وانشاء الصفوف وطريقة التدريس عبر الدائرة الالكترونية ". واضاف العقابي:
عملت العديد من المدارس الابتدائية على انشاء مجاميع عبر الوات ساب لكي تتمكن من مواصلة عامها الدراسي ورغم تعثر الكثير الا ان اغلب المدارس تخطت هذه الخطوة اكمال المناهج بصورة مقبولة".
مديرة مدرسة رابعة العدوية تحدت كل تلك المشاكل وعملت بتواصل مستمر واستعانت بخبرات اولادها الجامعيين في البيت لترتيب وضعها في المدرسة حيث كانت تحضر كل يوم الى المدرسة لوحدها وتجلس في النقال .وعملت خلال الاستراحة على ادامة المدرسة والحديقة التي لطالما اعتنت بها ابان الدوام الحضوري .
. "تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".