المؤسسات الاجتماعية
هيام الموسوي
ان ابرز ظاهرة في التعبير الانساني عن غريزة الاجتماع والتماسك والارتباط الاجتماعي ، هي المؤسسات الاجتماعية ..والمؤسسة : هي تشكيل أو تجمع انساني منظم لتحقيق أهداف الجماعة المتشكلة ضمن هذا الاطار .. بانها تعبير عن غريزة حب الاجتماع ، وعن شعور الفرد بالحاجة إلى التفاعل مع الجماعة لتحقيق منفعة أو هدف معين .. فلكل مؤسسة عمل وظيفي في المجتمع ، لذا فهي وجود وظيفي تفرزه الحاجة .. فالوظيفة الاساسية للمؤسسة الاجتماعية ، هي تلبية حاجات الفرد النفسية أو الفكرية أو البيولوجية .. فهو يشعر ومن خلال انضمامه إلى المؤسسة الاجتماعية كالاسرة والنقابة والجمعية وغيرها من المنظمات .. أن طاقته تحولت من الفردية إلى الجماعية ، وبذا أصبح يشعر بالأمن على وجوده ومصالحه ، كفرد .. فالمؤسسة توفر له الامن على وجوده ومصالحه ومايرتبط به من عقيدة وأعراف وحفظ للحياة وحماية الملكية ، ومايؤول اليه ويرتبط به ، ويتوجب عليه حمايته كفرد ...
وكما يحدثنا القرآن ، ويشهد التاريخ أن اول مؤسسة اجتماعية هي الاسرة ، ثم نمت الاسرة وتطورت فكانت قبيلة .. ونمت القبيلة ، وتفرعت إلى قبائل متعددة فتكون المجتمع الأوسع من القبيلة فتنشأ الدولة .. وفي إطار المجتمع الذي تنظمه الدولة ، سواء القديمة أو الحديثة نشأت الاحزاب والجمعيات والمنظمات والنقابات المهنية .. وفي كل هذه المؤسسات الاجتماعية يظهر التفاعل الاجتماعي والعمل الوظيفي الذي وجدت من أجله ..وهكذا نستطيع أن نصل للاستقراء الميداني للمجتمع أن هناك مؤسسات اجتماعية مثل :
الأسرة، القبيلة، القرية ، المدينة ، الدولة ، الحزب ، المنظمات والجمعيات والنقابات ....الخ ولكل هذه المؤسسات والمنظمات قوانينها وأعرافها ونظمها وتقاليدها التي تعبر عن صياغة موحدة للجماعة المنتظمة في اطارها ، وللانشطة والمهام الوظيفية التي تؤديها....