زهرة أمل ......
الكاتبة: زهرة عبدالباري التميمي
قصة(زهرة أمل) كتاب ألوان من رماد
المعد: أحمد كاظم، نورالهدى العامري
في صيفِ تموز الساعة الثانية عشر ظهراً تحت أشعة الشمس الملتهبة، وأزيزالرصاص يقف عماد على الساتر وإذا بزهرة الأمل تمر أمام عينيه - بذور رقيقة تحملها شعيرات حريرية بيضاء كل من يراها يسارع في نفخها فتطير في الهواء- فيقفز ويحتضنها بلهفة بكلتا يديه ويتأمل فيها فتأخذه الذكريات إلى ذلك اليوم الخريفي حيث كان يجلس مع زوجته على ضفاف شط العرب تحت شجرة الصفصاف التي تداعبها نسمات الهواء العذبة فتتساقط أوراقها على الأرض معلنة الرحيل لبدء حياة جديدة، بينما كانا يهمسان لبعضهما بكلمات الود مرت زهرة الأمل أمام عينيهما فأخذتها زوجته ونفختها فطارت في الهواء ثم عادت لها فقام عماد بنفخها فأخذا يلعبان بها وكلما ينفخاها تعود لهما فقال لها من تسقط منه على الأرض فهو الخاسر، فوافقت هاجر لكنها لم تعرف أنّه الخريف الذي يسقط فيه كلّ شيء جميل وبينما هما يلعبان نفخت هاجر الزهرة وإذا بزورق يمر بالقرب منهما فتتطاير قطرات المياه منه لتبلل الزهرة فلم تعد تقوى على الطيران فسقطت على الأرض، في هذه الأثناء شعرت هاجر بوخزة قوية في قلبها كأنها تُنبي عن فقدان شيء عزيز لكنها تغافلت الأمر وقالت إنها مجرد لعبة، وإذا بحرارة الدماء تعيده إلى واقعه وتتلاشى تلك الذكريات وهو يقاتل في الجبهة لتخطفه رصاصة هائمة متطفلة على أغصان الورد وقعت في قلبه فتناثرت دماؤه لتبتل منها زهرة الأمل وتقع صريعة على صدره.