• اخر الاخبار

    التغييرات المناخية وتوقعات مختصين بتاثيرها على البيئة والغذاء


    البصرة /MNA/  سلام الفياض 

    ظواهر جوية شهدتها بعض دول اوربا وباكستان واليابان خلال الأشهر الماضية من هطول الامطار ومناطق أخرى شهدت ظاهرة التصحر والجفاف وارتفاع كبير في درجات الحرارة وانخفاض في معدلات الامطار في العراق مما ينذر بتغييرات مناخية قادمة 
    اختلف العلماء والمختصون حول أسباب التغييرات المناخية منهم من ذهب الى تسبب الدول الصناعية كالولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا والهند والصين كونها تضخ من الغازات الدفيئة الى الغلاف الجوي بسبب الصناعة لرفع درجات الحرارة في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي وبين من ذهب في ذلك الى سبب دورات شمسية مناخية تمر بها الكرة الأرضية لارتفاع درجات الحرارة في أوقات وانخفاضها في أوقات أخرى 
    توقعات من خلال هذه التغييرات المناخية ان حصلت قد تؤدي الى جفاف الأنهر والاهوار في العراق بدوره يهدد الزراعة والامن الغذائي او ينعكس ذلك على ارتفاع مستوى البحار وتهدد المناطق الساحلية الى الاختفاء تحت مستوى سطح البحر 
    وللوقوف على حقيقة هذه التغييرات المناخية ومدى تاثيرها على الواقع البيئي وعلى مصادر المياه الطبيعية وما هي التغييرات المستقبلية القادمة واثرها على العراق والمنطقة تحدث مختصون بهذا الشأن وفقا لخلفيات دراساتهم ومتابعاتهم 
    يقول رئيس متنبئين في هيئة الانواء الجوية في البصرة جنوب العراق صادق عطية "ان العراق واحد من الدول الذي يتاثر من ظاهرة التغييرات المناخية وفقا للايمان بنظرية حدوث تغييرات مناخية قادمة وذلك لان العراق يقع بين جبال ايران من جهة الشرق ومرتفعات الشام من الغرب فهو يعتبر مهبط للرياح الجافة فهو ذو مناخ حار في الصيف بالاضافة الى عدم الاهتمام بالبيئة والاعتداء الجائر على المساحات الخضراء وتناقصها وزيادة الملوثات البيئية كالتلوث النفطي أدى الى ارتفاع درجات الحرارة حيث سجلت خلال السنوات الأخيرة الى مافوق ال 50 درجة مئوية واصبح المناخ العراقي مناخا صحراويا"  

    وأضاف عطية "ومن المؤشرات على التغييرات المناخية في العراق ماشهدته مناطق العراق من شحة المياه وقلة مصادرها وتناقص هطول الامطار فضلا  عن ذلك حرب المياه مع تركيا وبناء السدود وغلق مصادر المياه الامر الذي أدى الى هجرة الفلاحين من مناطقهم الزراعية مما يؤدي الى تهديد كبير لموارد الزراعة وتهديد الامن الغذائي" 

    عطية أشار الى التغييرات المناخية "قد تخلق حالة عكسية على مستوى البحار والمحيطات اذا استمرت درجات الحرارة بالارتفاع في الغلاف الجوي فوق معدلاتها قد يؤثر ذلك على الأقطاب وذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار والمحيطات فبعض الدول والجزر الساحلية التي تنخفض عن  مستوى سطح البحر تتاثر بهذا الارتفاع"  منوها على ان "البصرة مدينة ترتفع عن مستوى سطح البحر بحدود 2 متر وبذلك يشكل ارتفاع مستوى البحر خلال السنوات القادمة قد يؤدي الى اختفاء سواحل مدينة البصرة وأول المتأثرين بذلك مدينة الفاو الساحلية وبعض الجزر في البحار"  

    اما الاكاديمي والخبير البيئي في البصرة  د.شكري الحسن ذهب وفقا لحقائق علمية من جهة ومن جهة استشراف للمستقبل الى ان "التغييرات المناخية لها اثار بيئية متعددة وعلى راسها شحة المياه والجفاف والارتفاع المفرط بدرجات الحرارة وهذا ماحصل في السنوات الأخيرة وقد يؤدي انحباس الامطار الى ارتفاع كمية عالية من التبخر وهو تاثير واضح على البيئة العراقية والمنطقة الجنوبية" 

    وفي ظل هذه التوقعات وحرب المياه بين الدول المجاورة وصف الحسن "البيئة العراقية  امام حصار مائي" كاشفا عن "نحو 42 نهرا لم يعد يجري في الأراضي العراقية وانتهت جميعها بشكل نهائي بعد تحويل الروافد عن جريانها في العراق كما ان ارتفاع درجات الحرارة والتبخر العالية أدت الى جفاف اهوار الحويزة والجبايش والحمار والاهوار الوسطى حيث القت بظلالها على الثروة الحيوانية والبيئة وتدفع باتجاه نزوح السكان مما يولد اضطرابات بيئية واجتماعية فالبلد متجه نحو كارثة بيئية" 

    وتوقع الحسن ان "مصير شط العرب مع هذه المعطيات لن يجرِ كشط عذب بعد اليوم كونه مرتبط بنهر دجلة والاخير مرتبط بموارد المياه الجارية من تركيا فسيتحول شط العرب الى بيئة بحرية في حالة المد وفي ظل كثرة مصادر التلوث فيه سيصبح غير صالح للاستخدام ومايتبقى من مياهه هي مياه بحرية او قد نجد فيه يوما ما متحول الى مياه أسنة" 


    ومايتعلق بمصير الاهوار والأراضي الزراعية على مستوى المنطقة الجنوبية يرى المختص بشؤون الزراعة والمياه  في محافظة البصرة المهندس علاء البدران " ان الاهوار متجهة نحو الجفاف وهجرة اهاليها واندثار متوقع للانهر العراقية وبروز المياه المالحة من جوف الأرض وموت الزراعة والثروة الحيوانية خاصة ان الاهوار تمتلك ثروة حيوانية تنتعش بالمياه كالجاموس مثلا فهو يتعرض بشحة المياه الى الموت لعدم وصول كميات المياه للاهوار "

    واقترح البدران حلولا لمواجهة التهديد للامن الغذائي وأزمة المياه تتناسب مع الوضع الراهن هو "اتباع نظم الري الحديثة بانظمة الري المغلقة ونقل المياه للأراضي الزراعية بالتنقيط او الرش لاستثمار المياه وعدم هدرها حيث ان العراق لازال يستخدم الطرق التقليدية للزراعة وهي طريقة السيح حيث مايشكل ذلك هدر المياه بنسبة 85 % "
    ودعا البدران "الحكومة الى التدخل الجاد لمواجهة التهديد بخطوات عملية باستثمار مياه الامطار وعدم اهمال ذلك لتوقع انتكاسات في الواقع الزراعي والبيئي 

    وما بين الحقائق العلمية واستشراف للمستقبل من قبل المختصين يبقى الامر لقرار السماء وتعامل الانسان مع هذه المعطيات فهو في بيئة لامفر منها حيث فيها الماء والغذاء وعليه ان لايغضب الطبيعة فتجف الاهوار وتندثر الانهار وتتحول الزراعة الى ارض قفار غاضبة عليه للاهمال وعدم الاهتمام ليكن صاحب المبادرة في معالجة الوضع الراهن
    ad728