لم يمت ...قصة قصيرة
(لم يمتْ)
بقلم : فضل محمد عبد العباس
تبدأ قصتي بذكرى لم أعشها في حياتي لكنها طُبِعتْ بذاكرتي، تلك الصفات التي يمتلكها جدي الحبيب الذي لم أره، مات قُبيل ولادتي ببعضة أشهر، عندما جئتُ إلى الدنيا سمعتُ عنه أشياء كثيرة تمنيتُ حينها أن يكون موجوداً معي في حاضري، كنتُ استمتعُ بحكاياتِ والدتي عنه ترسختْ في ذهني نزاهته في منع قبول الرشوة في مجال عمله في زمنٍ طالتْ فيه الأيادي وقُبلتْ فيه الرشاوي، فكان يرفض أخذها مهما كانت بسيطة أو كانت هدية تعبيراً لصنيعٍ أسداه لإحدهم، بعض المواقف التي تذكرها لي والدتي في يومٍ من الأيام أسدى جدي معروفاً إلى إحدى مدرسات اللغة الأنجليزية حيث قام بنقلها إلى المدرسة التي ترغب بها حسب طلبها في وقتها أحبت أن تشكر جدي بطريقتها ومن دون قصدٍ لم تكن تعرف أن جدي لايقبل أي نوع من الهدايا، في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك جلبتْ لجدي صندوقاً مملوة بالفواكه الطازجة حينها لم يكن في المنزل عندما عاد تفاجأ بالصندوق حين علم من أحضره أصرَّ على خالي أن يأتي ويأخذه ليقومَ بالبحث عن منزل تلك الاستاذة فوراً لإرجاعه إليها، حين وصلوا إلى منزلها أعاد الصندوق إليها معتذراً عن قبوله إياه لقاء معروفه معها، مهما تكلمتُ عنه لن توفي العبارات حقه فصدى اسمه يترددُ في مسامعي.
إلى جدي( غانم سوادي عباس)
—جدي العزيز، لم تعد الكلمات تسعفني، وحبري زال بقطرات دمعي، أكتب وامسح عثرات حروفي أحتاج إليك وإلى حضنك الدافئ، إلى قلبكَ النقي الذي يشبه إلى حدٍ ما صفاء روحك .