وداع بلا عنوان ... قصة قصيرة
وداع بلا عنوان
بقلم: تبارك علاوي صگبان / عن مشاركتها في المسابقة القصصية بأشراف الست( نور
الهدى).
تسللت خيوط الشمس الذهبية من نوافذ
منزلنا المتواضع معلنةً عن ابتداء يوم جميل، استيقظتْ العائلة بنشاطٍ تام
استعداداً لترميم المنزل فقد بدأ العد التنازلي لموعد حفل زواج أخي الكبير(محمد)،
امتزج العمل بصوت غنائنا وضحكاتنا، هذا يذهب من هنا وذاك من هناك
كان أخي الأوسط يعمل على تصليح باب الصالة فكُسر المقبض دون قصد، رأه أخي
الكبير استشاط غضباً انهال بالكلمات الجارحة عليه، لم يكتفِ بهذا الحد بل بدأ
بضربه
ثم تناول بيديه خرطوم الماء لفه حول عنقه لخنقه، كنتُ أراه يستنجدُ بنا
صارخاً أبعدوه عني، تراكض والداي نحوه، حاولوا إبعاده لكن دون جدوى فكلاهما في
حالة هستريا من الغضب، اشتد الصراع بينهما وجهه سامر لكمةً على وجه محمد لكنه صدَّ
تلك اللكمة بإمساك يده ضارباً إياها في النافذة الزجاجية بالقرب منه، أدارَ سامر
يديه محاولاً إخراجها وما إن أخرجها حتى سقطتْ أرضاً، تسمّرنا في أماكننا منظرٌ
مريع، لم يشعرُ أخي حينها بالألم بينما كان الألم يفوق مقدرتنا على الصراخ، جثى
محمد على ركبتيه صارخاً بقوة ماذا فعلت، الدماء ملئتْ الغرفة ركض أبي نحوه شارد
الذهن وهو يحاول لف يديه بقطعة قماش
أسرع به مع أخوتي إلى المشفى، بقيتُ في المنزل أحدق بكف أخي الذي قُطع،
شاهدتْ زوجة أبي الدماء وما حل بنا لطمتْ خديها بدأتْ بالبكاء والنحيب بعد وهلةٍ
قصيرة فقدتْ وعيها….يتبع