قمر مظلم....قصة قصيرة
بقلم: زهراء نبيل هاشم
لم يكن القمر من قبل مظلماً، كان هناك قمر
مضيئاً فقط في ليالي الفتيات والفتية الجميع ينتظر الليل ليرى القمر في السماء
عالياً لكن هناك فتاة نحيلة مجسدة بالحزن والألم تتعايش بحياة بسيطة مع والدتها
ووالدها كان تجلس أياماً وهي وحيدة إلى أن
أصبحت الفتاة المسؤولة في منزلها
قررت أن تعمل في فرن المعجنات
اختارت أن تعمل ليلاً ونهاراً لتكون صاحبة المشاركة القوية في حياة والديها.
السماء كانت هي المواسية الوحيدة لتخفيف
ألمهاً، بعد أن تخرج من العمل تجلس أوقات كثيرةً لتنظر إلى القمر وهي على نهر دجلة تصنع ذكريات من الزمن مرتْ وتقف على مصطبة
النهر لتقرأ كتاب تحبه تشتري القهوة المفضلة لديها من بائع الطريق الكبير بالسن الذي يحكي لها قصص عن عائلته
الصغيرة المتكونة من فتاة وصبي صغير، يقف ساعات كثيرةً ليبيع القهوة للناس على
النهر ويستمتع بقصصهم ، بعد عدة دقائق شعرتْ أنها مرضها يشتد أكثر فأكثر، عادتْ
إلى المنزل وهي تتثاقل بخطواتها وجدتْ أن القمر أصبح أسوداً وتحول كل شيء شاحب
ومخيف
سقطتْ أرضاً وتغير العالم وأصبحَ بعيداً عن
ناظريها
انتقلت إلى سماءٍ صافية وشعرتْ بأن جسدها قد
تحول إلى جسدٍ ناصع البياض، أخذتْ معها التعب وكل مامرّ بها .
بكى الجميع وتألم لفقدها، كانت روحها تتألم وهي
تراهم يبكون، تألمتْ أكثر لأنها لم تفعل شيئاً مهماً في حياتها غير أنها بائعة
معجنات .