اجراسُ الرحيل... قصة قصيرة
بقلم: علا لؤي عبدالواحد
عادتْ خالتي إلى منزل زوجها تارةً تدعو الله ان يمنحها الصبر وتارةً أُخرى يجزعُ صبرها فتغدو لاطمةً باكيةً، مرتْ الأيام على هذا النحو، اقتربتْ أيام الولادة ذهبتْ إلى بيت جدي، أنجبتْ طفلةٌ جميلةٌ جداً أسمتها رهف لصفاتها الرقيقة واللطيفة، بقيت ما يُقارب شهراً كاملاً لتستعيد صحتها الجسدية والنفسية، رجعتْ إلى بيت زوجها رغم أنها لا تود ذلك لكنها مرغمة من أجل وليدتها عادتْ إلى أيام العذاب بدأ زوجها يعاملها بأقسى معاملة حتى أنه منعها من الاتصال بأهلها أو زيارتهم، أما جدتي فساءتْ أحوالها كثيراً تحاول معرفة ما حل بخالتي فلم تستطيع استنجدتْ بهذا وذاك دون فائدة، توالت أيامنا البائسة
وفي إحدى الصباحات الباكرة طُرق الباب بقوةٍ فزعنا جميعاً أنها خالتي تجرُ بأذيالها من المرض تحمل طفلتها بكلتا يداها لانعرف ماذا جرى لها، أخذتها جدتي إلى حضنها تشمها وتقبلها، حملنا الطفلة الرضيعة إلى داخل البيت، هدأت خالتي إلا أنها لم تنطق بأي كلمةٍ، في الساعة الثامنة مساءً اشتدَّ مرض خالتي أصبحتْ بالكاد أن تتنفس قرر جدي أن يأخذها إلى المشفى وما أن وصلا إلى المشفى أخبرهم الطبيب أن تبقى تحت المراقبة لم تمر دقائق قليلة وجاء الطاقم الطبي يتراكضُ متجهاً إلى الغرفة بعد مرور ساعة ونصف خرج الطبيب مطأطأً رأسه
أخبر جدي وجدتي بأن خالتي توفيت، تسمّر جدي في مكانه أما جدتي افترشت الأرضَ صارخةً، دخلت جدتي إلى حيث خالتي تضمها، تشمها، تناديها.
سجل الطبيب شهادة الوفاة ثم اتصل جدي بأخوالي لإكمال مراسيم العزاء، كانت صدمة لنا جميعاً …يتبع
مسابقة قصصية بإشراف الست نورالهدى