• اخر الاخبار

    صرخة ام وهب النصرانية

    بقلم غالب خزعل
    أعذريني أن  انشغلت عنك وامنحي قلقي بعض الثبات فأنا أقرأ في عينيك  الخوف .
    نعم لابد لك ان تمنح الخوف كل الرجولة وهذا زادك ومتاعك لتشارك بالدفاع عن المقدسات وتحرير الأراضي , فأما أن تعود بغصن زيتون ولؤلؤة .. وأما الشهادة ..
    مازحها بكلمات .. فابتسمت ومنحت هي الاخرى قلقها بعض الثقة غير ان صوت الام تسرب من الغرفة المجاورة 
    ( ياحبيبي .. حين ارضعتك أوصيت حليبي أن يمنيك فتى قبل الاوان 
    ويربيك شديدا كالزمان 
                 وطويلا مثل نخل العراق
    ياحبيبي ! وتساءلت لمن ؟
              فأتى صوتك 
                    من أجل الدين والوطن
    وهذا  صوت ام وهب النصرانية, وهي تدفع ولدها الوحيد الى نصرة الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام ..
    ثم اردفت الزوجة قائلة : انا اسمع صوت زوجة وهب وهي تطلب من وهب ان ترافقه بالجنة وانا اطلب  مرافقتك بالجنة ايضا ثم حملت حقيبته بعد ان جهزت متاعه .وعلقتها في كتفه وانطلق بخطوات ثقيلة وهو ينظر الى وجه ولده الذي بزغ من شباك الغرقة على الرغم من مرضه .ثم نظر الى ابنته التي تئن من تضخم الغدة الدرقية دون مقدرته على توفير العلاج اللازم ومازال الثالث يرقد بالمستشفى .
    بادرته زوجته ألا تسمع صوت الشهيد التي حفزته زوجته إلى النزول إلى ميادين الجهاد ..
    ثم صرخت كما صرخت أم وهب لاتثقل الخطى أسرع إلى جبهات القتال كما أسرع وهب أسرع لتأتي بغصن زيتون واما ... 
    أسرع يازوجي العزيز  فان رفاقك بانتظارك والنصر بانتظارك وامن وسلامة اطفالك بذاك النصر الاتي على ايديكم والمخلصين من ابناء هذا الوطن  
    .اذهب يازوجي العزيز وتذكر مريض كربلاء. حتى قطع صوت السياب حوارهما وهو يصرخ
    (الريح تعصف بي   عراق
                والموج يعول بي    عراق
               ليس سوى           عراق)
    ثم انطلق مسرعا وهو ينشد اميري حسين ونعم الامير سرور فؤاد البشير النذير ويقرأ قوله تعالى ((بسم الله الرحمن الرحيم .. وان جنحوا للسلم فاجنح لها .. صدق الله العلي العظيم ))اشارة الى الالتزام بتعاليم الدين  الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى السلم والسلام
    ثم قال (الويل كل الويل ياعدوي  وأردف  ينشد بلادي بلادي بلادي .. للك حبي وفؤادي ))
    حتى بدأت هلاهل البنادق كأنها هلاهل ام عرس وحيدها وما سكتت حتى بزغت شمس النصر وعاد المجاهدون بغصن زيتون ولؤلؤة الا أحدهم كتبت قطرات دمه(( سلام خذ للعراق ) ثم حملوه وهو ملفوف بعلم العراق فأدى الجميع التحية للعراق (سلام خذ للعراق ).
    حقيقة هذه الصورة لبطل امن بالدين والوطن نقلها لنا الشيخ عبدالمهدي الكربلائي إمام جمعة كربلاء في احدى خطب الجمعة من الحرم الحسيني المقدس اذعجزت كاميرات التصوير عن تصويرها وجمع مفردتها لان مثلها الكثير التي قدمها الابطال المدافعين في الاراضي التي احتلها القوم الكافرون (داعش) وكذلك لم تكن مفردتنا جامعة لمعاني هذه البطولة بقدر ما نصوغ به ما يقدم لهذا الشهيد البطل مجدا لم نصل به الى جزء من المليون من قطرة دم سالت من هذا البطل وقد ترك اطفالا مرضى وام ثكلى .. فتعالوا معي نؤدي التحية لهذا البطل وللإبطال الذين يدافعون عن امن وسلامة العراقيين والعراق بكل أطيافهم وتنوعهم ألاثني  هذه صرخة النساء المخلصات للدين والوطن وللكرامة من ذاك  يوم الطف إلى يومنا مازالت  صوت أم وهب  النصرانية يرن في مسامعنا مهما ابتعد الزمن لان الطغاة يتكررون بغير صور إلا إن الظلم ذاته في كل عصر وزمان . وأيضا صوت  الإمام الحسين عليه السلام  مازال يهز مضاجعنا كلما طلب  الحق النصره ....
    ad728