الصين تُعزز جهود الإنقاذ والإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات
بقلم فيحاء وانغ شين
تجتاح كميات قياسية من أمطار ظلت تهطل لفترة أطول من المعتاد، نتيجة وصول إعصار دوكسوري في أواخر يوليو، شمال الصين منذ أسبوع، مما تسبب في فيضانات عارمة وتعطيل حياة الملايين.
وبعد أن اجتاح الإعصار العاصمة الصينية بكين وضرب مدنا مجاورة في منطقة بحجم بريطانيا، تحولت الأمطار في النهاية إلى شمال شرق الصين بالقرب من حدودها مع روسيا وكوريا الشمالية لكنها ظلت قوية رغم تراجع شدتها. ودوكسوري هو أسوأ إعصار تشهده البلاد منذ 140 عاما.
وتسببت الفيضانات هذه السنة كما في كل عام بتدفق المياه من الأنهار وحوصر السكان في المدن الغارقة بالمياه، ومن المحتمل استمرار هطول أمطار قياسية خلال الأسابيع المقبلة قبل أن تنحسر في واحدة من أقوى العواصف في البلاد.
وتكابد حالياً منطقة واسعة في الصين في استخدام الخدمات اللوجستية لتصريف المياه الزائدة من الممرات المائية والخزانات بأمان وإنقاذ عشرات الآلاف من المحاصرين في ديارهم.
وتشهد أنظمة مواجهة الفيضانات أكبر اختبار لها في الصين منذ فيضانات عام 1996.
وقد تسرع بكين منذ يوم الخميس الماضي في ترميم الطرق الرئيسية المتضررة في المناطق التي ضربتها الفيضانات، مثل حيي فانغشان ومنتوقو، وذلك للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة.
وتضرر ما مجموعه 93 طريقا عاما على مستوى ما فوق المحافظة في بكين جراء الفيضانات، وجميعها تقع في الضواحي.
وقالت السلطات المحلية إن أعمال ترميم الطرق المتضررة في بكين لا تزال تواجه ضغوطا كبيرة. كما تضرر حوالي 840 طريقا ريفيا وثلاثة طرق حضرية بسبب مياه الفيضانات.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه مع القوى العاملة وتعزيزات الآلات الكبيرة، وعمليات الترميم على مدار الساعة، وعوامل مواتية أخرى مثل الطقس الجيد، تواصل أعمال ترميم الطرق إحراز تقدم.
وفي الوقت نفسه أرسل المقر الوطني الصيني لمكافحة الفيضانات والإغاثة من الجفاف، 10 فرق للمساعدة في أعمال الإنقاذ والإغاثة في المناطق المتضررة من الفيضانات في شمالي وشمال شرقي البلاد.
وجاء ذلك بحسب اجتماع عقده يوم السبت الماضي، مكتب المقر الوطني الصيني لمكافحة الفيضانات والإغاثة من الجفاف، ووزارة إدارة الطوارئ، وانضمت إليه الهيئة الوطنية الصينية للأرصاد الجوية، ووزارة الموارد المائية، ووزارة الموارد الطبيعية، ومكاتب مكافحة الفيضانات على مستوى المقاطعات.
وحلل الاجتماع حالة الفيضانات والكوارث الجيولوجية في شمالي وشمال شرقي البلاد، فضلاً عن الإعصار "خانون"، ورتّب أعمال الإنقاذ والإغاثة في المناطق الرئيسية.
وقال مكتب المقر إن فرق العمل الـ10 تساعد السلطات المحلية في جهود السيطرة على الفيضانات والإنقاذ في بكين، وخبي، وتيانجين، وجيلين، وهيلونغجيانغ.
كما عيّنت وزارة إدارة الطوارئ فرق إنقاذ محترفة في المناطق الأكثر تضرراً.
وحافظ المقر الوطني الصيني لمكافحة الفيضانات والإغاثة من الجفاف أيضاً، على حالة الاستجابة الطارئة من المستوى الثاني في كل من تيانجين وخبي، والمستوى الثالث في بكين وجيلين، وهيلونغجيانغ.
ويوجد في الصين نظام استجابة للطوارئ للتحكم في الفيضانات مؤلف من أربعة مستويات، حيث يُمثّل المستوى الأول الأكثر شدة فيه.
وأوضحت الهيئة الوطنية الصينية للتنظيم المالي أنه حتى يوم الخميس الماضي، تلقت مؤسسات التأمين في 14 منطقة منكوبة 143600 طلب تعويض، والتي تشمل بشكل أساسي المطالبة بالتعويض عن سيارات وممتلكات لشركات وكذلك التأمين الزراعي، مضيفة أن إجمالي الخسائر المقدرة في هذه الحالات بلغ 3.29 مليار يوان (حوالي 460.67 مليون دولار أمريكي).
وحتى الآن، قامت المؤسسات بتسوية 27300 حالة من هذه الحالات، مع إجمالي مدفوعات بقيمة 116 مليون يوان.
وأصدرت الهيئة تعليمات لمؤسسات التأمين بتقديم الخدمات بكفاءة من خلال التنبؤ الدقيق والاستعداد القوي والاتصال السلس والإجراءات اليسيرة والدفع السريع والخدمات المتخصصة.