• اخر الاخبار

    وجع الامانة..... بقلم .غالب خزعل

    جلست بين المارة تلوم على نفسها وتلوذ بالصبر تارة أخرى . تذهل عندما تفقد الامل بصبيتها التي ضاعت منها بين زحام الناس كلما اقترب الظلام وكلما همت بالصراخ الجمها نداء ينبعث من مكبرات الصوت وهي تعلن اسماء المفقودين بين الناس , فتصغي السمع وتنهد تنهيدات وزفرات شهيق وزفير عميق يكاد ان يحبس انفاسها. كانت هذه الزفرات على مسمع ومرأى من امرأة تحسستها وهي تدنو منها لتعرف منها ما يدور في خلدها فسألتها مابك ايتها السيده ؟ وسرعان ما اجابتها لقد فقدت صبيتي عادت تلك المرأة وسألتها عن عمرها واسمها وسكنها وابويها وزادت بغيرها من الاسئلة ؟ فاجابت قائلة انها امانة ابيها عندي . وما صلتك بها ؟! انها ابنت ولدي ..
    لقد زاد فضول تلك المراة بتتابع الاسئلة ,فيما ازدادت حيرت تلك السيدة التي فقدت الصبيه .. 
    قطع ذلك الفضول وتلك الحيرة صمت  قصير حتى عادت المرأة الى فضولها فقالت لها وهي تحاورها دعينا نتذكر الصبية الذين التفوا حول عمتهم بعد فقد ابائهم واعمامهم واخوتهم وكل شيء حتى الخيم التي كانت سترا لهم من عيون العساكر وتحميهم من اشعة الشمس ما بالهم , ونتذكر تلك المرأة التي فقدت كل من كان يكفل هؤلاء الصبية والنساء الارامل في يوم من النهار وتحت لهيب شمس محرقة بلا ماء وطعام  , ونيران احرقت الخيم .. بصوت عال قطعت السيده  حديث المرأة عن اي تتكلمين ياأختاه , اجابتها بتساؤل انت الى اين تذهبين ؟ ـ قالت الى كربلاء . الا تعلمين ما كربلاء ؟! 
    ـ نعم اعلم ما كربلاء الا ان فقد صبيتي اذهلني وبأي الاجابة ان  عدت ولم تعد معي اجيب ابويها !!
    ساقص عليك خبر عن سيدتنا  زينب عليها السلام  عسى  ان تحصلي على جواب لابويها عند عودتك سالمة ..
    كانت سيدتنا زينب عليها السلام تقر في البيت وتتلقى دروس العفه وحفظ القرانواحاديث جدها رسول الله عن الدين وعن رضا الله من امها فاطمة الزهراء ابنت سيد البشر الرسول محمد  صل الله عليه واله وسلم  وابيها علي بن ابي طالب عليه السلام  منذ نعومة اظفارها ولم تغادر البيت وحدها الا برفقة ابيها واخوتها الحسن والحسين والعباس عليهم السلام وعاشت معززة مكرمة طوال حياتها ومع هذا العز فانها اعدت ليوم لم يمر على اي من النساء في العالم بأستثناء امها الزهراء ولم تفجع أمراة غيرها بفقد الاخوان واي اخوان والاولاد واولاد العم واولاد الاخوان في برهة من الزمن , ولم تقف مذهولة امام تلك الاضاحي التي لو القيت على جبل لهدته هدا ودكته دكا , فما كان منها الا ان تحفظ وصية اخاها (أختي  لايذهبن بحلمك الشيطان وتعزي بعزاء الله , لاتشق علي جيبا ولاتخدش علي خدا ) نعم انها صانت الامانة وحفظت العهد لاخيها وحتى تكمل طريق رضا الله رفعت جثمان اخيها المقطع قطعا قطعا وقالت 0 ان كان هذا يرضيك يالله فخذ حتى ترضى , فقدمت اخيها النبراس واخوتها وكل ما لديها من احبة قرابين لله واي قرابين فهم ابناء الرسول وابناء علي وفاطمة عليهم السلام ولم تؤثر حزن على طاعة فقامت لله ساجدة شاكره تارة واخرى تلم شعث الاطفال والنساء الارامل في سواد الليل وظلمته لان لايراها احد لان وجع الامانة اشد ايلاما من اي وجع اخر, وان رضا الله احب اليها من اي وجع فهي التي تركت الزوج واصطحبت الاولاد فداء للدين وتردد كل مصيبة جلل الا مصيبة فقد الدين قطع الحديث نداء اذان المغرب وما ان فرغ من الاذان سمعت صوت ينبعث من احدى مكبرات الصوت وينادي باسم صبيتها التي فقدتها تلك السيده  في وسط النهار وما عليها الا ان تقبل المرأة التي صبرتها طوال هذا الوقت وهي تقص لها مفاخر سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام عقيلة الهاشميين التي الم بها ثقل امانة الدين وحفظ الايتام من الاطفال  الذكور والاناث وفراق ابي الاحرار الامام الحسين وصاحب رسالة الايثار الامام العباس عليهم السلام وما ان انهتا صلاتهما حتى اذن بفراقهما وقبل الوداع أوصت تلك السيده قائلة تذكري سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام في كل شدة تصيبك أو اي أمر فيه حزن توجه بها الى الله لكونها من الذين استخلصهم الله لنفسه ودينه بعد ان شرط عليهم الزهد في هذه الدنيا الدنيه  
    ad728