(چاي بربع)
الكاتب : حسين حازم شهاب
يومٌ مضجرٌ كعادته لا شيء جديد،استيقظتْ مريم باكراً وأمعائها تتلوى داخلها، الجوع قضى على جسدها، نهظتْ متجهة إلى الطست الذي يحتضن الماء مضى على عمره فيه ثلاثة أيام، اقشعر بدنها من برودته،احضرت الحطب واضرمت النار فيه ووضعت ابريق الشاي فوقه في هذه الأثناء استيقظ احمد مترنحُ الخطوات، منكسر الظل.
رائحة العفونه تخرج من شقوق الجدران المائلة، النوافذ مهشمة، برودة الشتاء تقتحم البيت، السقف ايل للسقوط، الأرض تكسوها الملوحة.
وضعت له أقداح الشاي والقوري في (الشمتة)،خرج من البيت محدودب الظهر كعادته دون (ريوگ)، تجول أحمد بين المارة صادحاً (چاي بربع)، يسير بالقرب من المحلات،محملٌ بثقل الفقر الذي يرسم تضاريس الحُزن عليه،حبال صوته تتقطع في الهواء،يبدو انه قد بح صوته، هذا الشي معلوم فأن حرارة الغيرة لدى السياسين، اندرث خطواته تتعثر بظله يأبى السقوط يحاول الاتزان، لا يخشى على نفسه من السقوط بين المتسولين وثيابهم المتسخة إنه منهم وإليهم، ألمٌ خانق يعصر القلب ويخنق الأنفاس يحدق برؤس(الاستكانات)يغازل حوافها، تتراقص مع بعضها تتلاطم من تعثر خطواته،تصدر موسيقى الحزن العراقية.
صدح صوته مكررا نداء الاحزان(چاي بربع)،اجتمع الناس حوله،قفز قلبه طائرا في جسده، لم تكتمل فرحة اطفالهُ انتهى كل شيء، تناثرتْ اشلاء الجميع، تكومت فوق بعضها البعض، تهشم زجاج اقداح الشاي اعتلى الدخان، المكان يضجُ بصياح الموتى، قال احدهم: يا عم ارجع لي ما تبقى من(فلوس)الشاي تبعه أخر (بعد گلاص فدوة لعينك) اختلط صوت بائع الشاي بالدموع التي اختبأت في شقوق جروحه، دموع العراقيين شديدة الحرارة والملوحة نظر الى يده رأها مبتورة، رأى في الافق البعيد يده ممسكة بيد(القوري) ولا زال الشاي يفور.
يومٌ مضجرٌ كعادته لا شيء جديد،استيقظتْ مريم باكراً وأمعائها تتلوى داخلها، الجوع قضى على جسدها، نهظتْ متجهة إلى الطست الذي يحتضن الماء مضى على عمره فيه ثلاثة أيام، اقشعر بدنها من برودته،احضرت الحطب واضرمت النار فيه ووضعت ابريق الشاي فوقه في هذه الأثناء استيقظ احمد مترنحُ الخطوات، منكسر الظل.
رائحة العفونه تخرج من شقوق الجدران المائلة، النوافذ مهشمة، برودة الشتاء تقتحم البيت، السقف ايل للسقوط، الأرض تكسوها الملوحة.
وضعت له أقداح الشاي والقوري في (الشمتة)،خرج من البيت محدودب الظهر كعادته دون (ريوگ)، تجول أحمد بين المارة صادحاً (چاي بربع)، يسير بالقرب من المحلات،محملٌ بثقل الفقر الذي يرسم تضاريس الحُزن عليه،حبال صوته تتقطع في الهواء،يبدو انه قد بح صوته، هذا الشي معلوم فأن حرارة الغيرة لدى السياسين، اندرث خطواته تتعثر بظله يأبى السقوط يحاول الاتزان، لا يخشى على نفسه من السقوط بين المتسولين وثيابهم المتسخة إنه منهم وإليهم، ألمٌ خانق يعصر القلب ويخنق الأنفاس يحدق برؤس(الاستكانات)يغازل حوافها، تتراقص مع بعضها تتلاطم من تعثر خطواته،تصدر موسيقى الحزن العراقية.
صدح صوته مكررا نداء الاحزان(چاي بربع)،اجتمع الناس حوله،قفز قلبه طائرا في جسده، لم تكتمل فرحة اطفالهُ انتهى كل شيء، تناثرتْ اشلاء الجميع، تكومت فوق بعضها البعض، تهشم زجاج اقداح الشاي اعتلى الدخان، المكان يضجُ بصياح الموتى، قال احدهم: يا عم ارجع لي ما تبقى من(فلوس)الشاي تبعه أخر (بعد گلاص فدوة لعينك) اختلط صوت بائع الشاي بالدموع التي اختبأت في شقوق جروحه، دموع العراقيين شديدة الحرارة والملوحة نظر الى يده رأها مبتورة، رأى في الافق البعيد يده ممسكة بيد(القوري) ولا زال الشاي يفور.