ماذا يفعل المخادعون ؟!
الكاتبة الإعلامية احلام الجبوري.
للمخادعين خبرة نفسية جيدة .. اكتسبوها من ضحاياهم في المجتمع .. هم يعرفون نقطة الضعف في هؤلاء الذين اختزلوا عقولهم في عيونهم ، فيظهرون أمامهم بالمظهر الذي يلقى الصدى في نفوسهم ويكسبُ ثقتهم .. أناقة مغالية ، وابتسامة مُشرقة ، وعطور زكية ، وكلمات يقطر الشهدُ منها ، ومواقف صغيرة للتدليل على أن وراء المظهر الحسن تقبع نوايا حسنة ، والطير الذي يقع في الفخ لايحتاج بالضرورة إلى أن يأكل الحبٓ كله ويشرب الماء كلهُ حتى يُطبق الفخ عليه .. فما هي إلا حبيبات ، وربما الحبة الاولى ويكون الطير قد مات بالضربة القاضية .. اي يقع في القبضة صيدا سهلا .
هذه هي قصة النهايات المُحزنة والمؤسفة لذوي النظر القصير الذين ينظرون إلى السطح فحسب ..استلمت عيونهم البريد فاستسلمت له ولم تسلمه إلى ( الرقابة) أو ( جهاز الفرز) وهو ( العقل) ، بل تولت بنفسها مهمة الحكم عليه ، فكان الذي كان وحصل الذي حصل ...
إذاً ، لاتسل عن ( المخادع ) فقط ، بل سل عن ( المخدوعين) أيضا ، لأنهم هم الذين مكنوا عقولهم ونفوسهم ورقابهم وقلوبهم واياديهم للمخادع المحتال فاستخف بهم واشتدت ضراوته .. أنها ( القابلية للانخداع) التي تأتي نتيجة البساطة الزائدة ، وحسن الظن المُفرط ، والجهل ، والغفلة والاسترسال مع المظاهر والشكليات ، وعدم الانتفاع من التجارب السابقة الذاتية أو ما يمر بها المخدوعين .