• اخر الاخبار

    العشق الزينبي..عباس قاسم المرياني

    ليس كل عشقٌ حرام، وليس كل معشوقٌ غريب، وهل سمعت او رأيت يوماً طفلةً رضيعة تعشق وترتبط بعلاقة لا تنفصم مع معشوقِها، فلا تهدأ ولا تنام الا في احضانهِ وتشم عطره!!

    هكذا كانت السيدة زينب (عليها السلام) وهي رضيعة، لا تهدأ، ولا تكف عن البكاء بين يدي أمها السيدة فاطمة (عليها السلام)، لكنها تهدأ وتسكن عندما يمسكها اخيها الحسين، فتحدق في وجهه وتنام بطمأنينة.
       
         عاشت معه كأمةٍ بين يدي مولاها، تخدمه بعيونها، تزوره ويزورها، وذات يوم لم تأتي لزيارتهِ، سأل عنها: ما بال زينب لم تأتِ، ذهب إلى دارها، ودخل حجرتها وهي نائمة من شدة المرض الذي اصابها، ووجد الشمس قد نالتها ولا غطاء عليها، وقف عند رأسها وفتح عباءته ليظلل لها، ولما أحست بذلك فتحت عينيها فأذا هو محبوبها الحسين!! قالت: اخي ماذا تفعل؟ أانت تأتي لزيارتي وتظللني من الشمس؟

    وعندما قرر الحسين الخروج الى كربلاء، إثرت زينب على الخروج معه، رغم أنها من الناحية الدينية والاجتماعية في عهدة زوجها عبدالله بن جعفر والذي كان مكفوف البصر ، وهي من كانت تدبر اموره وتقضي حوائجه، الا ان ذلك لم يمنعها بعد أن استأذنت زوجها، وأذن لها وبعث معها ولديه عون ومحمد.

    ورغم اعترض كبار بني هاشم الامام الحسين (عليه السلام) ورفضهم اصطحاب النساء والاطفال معه، الا ان زينب اصرت على مرافقة حبيبها واخيها في مسيرته المقدسة.
       
    هكذا هو العشق العلوي عشقاً احلهُ الله، لما فيه من الروح الاخوية التي قل نظيرها الا في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)؛ لنستلهم منهم معنى الاخوة الحقة والصادقة.
     
    ثم تصور كيف كان حالها بفراقه؟ وهي التي كانت كل يوم تمسي وتصبح عليه.
    وما موقفها وهي ترى جسدهُ مهشم بلا رأس على غبراء كربلاء؟
    وتفكر كيف كان صبرها وهي تسير مع رأسه الشريف على الرمح الى الشام؟ تنظر لهُ وينظر لها، لكن لا يحدثها، ولا يبتسم لها، ولا يضلل عنها الشمس، ولا يحميها من سياط العدو…
    ad728