روائع القصص العالمية اليد للكاتب غي دي موباسان ترجمه للعربية \ مُصطفى رافد عبد العالي
روائع القصص العالمية اليد للكاتب غي دي موباسان
ترجمه للعربية \ مُصطفى رافد عبد العالي
تزاحم الجميع حول القاضي برموتير، ألذي كان يدلي بشهادتة حول لغز مدينة ساونت كلاود، هذه القضية ألتي لا يمكن تفسيرها ظلت حديث باريس لمدة أشهر.
يقف السيد برموتير وظهره إلى المدفأة، يتحدث مستشهداً بالأدلة ويناقش مختلف النظريات، لكنه لم يصل إلى اي نتيجة. كانت جميع النساء تستمع إلى القاضي وهم محدقين في وجهه أستغراباً من الاشياء التي يقولها ، كما حاول بعضهن الأقتراب منه. عم الخوف بينهم ولكن تشدهم الرغبة والفضول الذي يملأ كل امرأة لمعرفة ماذا يجري.
كانت أحدى النساء أكثر شحوباً من الأخرين فقالت:"أنه أمر فظيع، هذة الجريمة خارقة للطبيعة، ولن تظهر الحقيقة ابداً".
ألتفت اليها القاضي قائلاً:"نعم سيدتي، من المحتمل أن الحقائق لن تكتشف ابداً، أما بالنسبة لكلمة "خارق للطبيعة" ألتي نطقتها للتو، فلا علاقة لها بالأمر. نحن في حضور جريمة شديدة الغموض ومتطورة جداً لدرجة أننا لا نستطيع فصلها عن الظروف ألتي تحيط بها. لكن بمجرد أن أتولى مسؤولية قضيةً ما، تلعب الخوارق دورها. في الحقيقة أصبحت القضية معقدة جداً ويجب التخلي عنها".
-صاحت العديد من النساء دفعة واحدة:"أوه..! أخبرنا عن ذلك".
-أبتسم برموتير بوّدكما ينبغي للقاضي وتابع:"على اية حال، لا أعتقد ولو لمرة واحدة أني نسبت أي شيئ في قضاياي إلى التأثيرات الخارقة للطبيعة. أنا أؤمن بالأسباب العادية، لكن بدلاً من استخدام وصف "خارق للطبيعية" للتعبير عن ما لا نفهمه ببساطة يمكننا أستخدام وصف "غير مفهوم"، سيكون أفضل بكثير.
على اية حال، في هذه القصة ألتي على وشك أن أخبركم بها، فأن الظروف المحيطة هي التي أثارتني . في الحقيقة " كنت في ذلك الوقت قاضياً في أجاكسيو، وهي مدينة بيضاء صغيرة على حافة خليج تحيطه جبال عالية. وقد كانت أغلبية القضايا التي طرحت أمامي تتعلق بالانتقام، بعض منها رائعة، درامية، شرسة، وبطولية. نجد أن هنالك عدة أسباب للأنتقام، منها ما يتمسك به المرء لمئات السنين، تهدأ لفترة لكنها لا تنطفئ ابداً بسبب الخطابات البغيضة، وجرائم القتل التي وصلت حد المجازر وكأنها أفعال ممجدة. لعامين لم أسمع بشيئ سوى جرائم القتل، بسبب التحيز الفظيع الذي يجبر المرء على الأنتقام والأهانات التي يقابلها من الأهل والأقارب. لقد رأيت رجالاً مسنين، اطفال ، وأقارب قتلوا، كان رأسي مليئاً بهذه القصص.
في أحد الأيام، علمت أن رجلاً انجليزياً قد أستأجر فيلا صغيرة في نهاية الخليج لعدة سنوات، وقد أحضر معه خادماً فرنسياً، الذي شاركه في طريقه إلى مارسيليا.
سرعان ما أثار هذا الشخص الغريب، الذي يعيش وحيداً ويخرج لصيد السمك، اهتماماً واسعاً، لم يتحدث إلى أي أحد ، ولم يذهب إلى المدينة. كان يتدرب في الصباح بمسدسه وبندقيته لمدة ساعة أو أكثر. شاعت الأساطير من حوله وقيل أنه ذا مكانة عالية وقد فر من موطنه لأسباب سياسية. ثم تأكدو بأنه كان مختبئاً بعد ارتكابه عدد من الجرائم البغيضة، حتى أنه ذكر بعض الحقائق المروعة عنه.
وفي موقفي القضائي، أعتقدت أنه من الظروري جمع بعض المعلومات عن هذا الرجل، لكن كان من المستحيل معرفة أي شيئ عنه. فقد اطلق على نفسه السير جون روول . لذا كان علي أن أشاهده عن كثب قدر استطاعتي، لكنني لم أرى شيئ مريب حول افعالة.
مع ذلك، بينما كانت الشائعات تتزايد حوله وأصبحت أكثر انتشاراً، قررت أن أرى هذا الغريب بنفسي ، وبدأت بمطاردته بأنتظام وبالقرب من أرضه. لقد شاهدته لفترة طويلة بدون أن أجد شيئ غريب، في النهاية جائتني الفرصة على شكل طائر، الذي اطلقت عليه النار وقتلته أمام الرجل الأنجليزي مباشرةً. أحضر كلبي الطائر لي، لكني أخذته وذهبت فوراً للسير جون روول وطلبت منه العفو وقبوله مني .
كان رجلاً كبيراً ذو شعر أحمر ولحية طويلةجداً، بدا هادئاً ومهذباً في أسلوبه، لم يكن لديه ما يعرف بالصلابة البريطانية، فقد شكرني بحرارة على اهتمامي بلهجة انجليزية واسعة. وقد أجرينا خمس او ست محادثات في نهاية الشهر .
أخيراً، في ليلة ما، عندما كنت أمر أمام منزله، رأيته في الحديقة، جلس على كرسي يدخن غليونه. إلقيت التحية ودعاني للدخول وأحتساء كأس من البيرة، ولم أتردد لحظة. لقد رحب بأكثر من أستقبال أنجليزي دقيق، وغنى مادحاً فرنسا وكورسكيا، وأعترف بأنه كان مغرماً بهذه البلاد. ثم، بحذر شديد وأهتمام واضح سألته بضعة اسئلة عن حياته وخططه فأجاب بدون أحراج أنه سافر كثيراً في أفريقيا، الهند، وأمريكا. أضاف ضاحكاً:" لقد حظيت بمغامرات كثيرة". ثم حول الحديث عن الصيد وأعطاني أكثر التفاصيل غرابةً عن صيد فرس النهر، النمر، الفيل، وحتى الغوريلا.
-قلت:" هل كل هذه الحيوانات خطيرة؟"
-أجاب مبتسماً:"أوه..لا! الأنسان هو الأسوء". وضحك ضحكةً كبيرةً، ضحكة سليمة من رجل انجليزي قانع، "لقد كنت في كثير من الأحيان اصطاد الأنسان ايضاً. ثم بدأ بالتحدث عن الأسلحة ودعاني للدخول إلى ورؤية مختلف الأسلحة. كانت الردهة مغطاة بالحرير الأسود ، مطرزاً بالذهب. أما الأزهار الصفراء الكبيرة الرائعة عملت على المواد المضلمة.
-قال:"أنها مادة يابانية".
ولكن في منتصف اللوحة شيئ غريب لفت انتباهي ، جسم أسود أمام مربع من المخمل الأحمر.نظرت أليها، كانت يد بشرية. ليست اليد البيضاء النظيفة للهيكل العظمي ، بل يد سوداء مجففة مع أظافر صفراء وعظلات مكشوفة وأثار الدم القديمة على العظام، كما لو أنها قطعت بفأس بالقرب من منتصف الذراع.
حول الرسغ سلسلة حديدية كبيرة، مثبتة وملحمة بهذا العضو الملوث ، مثبته على الحائط بحلقة قوية بما فيه الكفاية لحمل فيل.
-سألت:" ما هذا".
-أجاب الرجل الانجليزي بهدوء:" هذا هو أفضل عدو لي، انها تأتي من أمريكا، قد تم قطع العظام بالسيف وقطع الجلد بحجر حاد وتجفيفها في الشمس لمدة اسبوع.
لمست هذه البقايا البشرية، التي لابد أنها تنتمي إلى عملاق . كانت أصابع طويلة بشكل غير مألوف مربوطة بالأوتار الهائلة التي لا تزال قطع من الجلد معلقة عليها في عدة أماكن. كانت هذه اليد مرعبة تجعل المرء يفكر قليلاً بالأنتقام الوحشي.
-قلت:" لابد أن هذا الرجل كان قوياً جداً".
-أجاب الرجل بهدوء:"نعم ، ولكنني كنت أقوه منه ووضعت هذه السلسلة لتقييده".
-ظننتُ أنه كان يمزح فقلت :"هذه السلسلة عديمة الفائدة الأن، اليد لن تهرب".
-أجاب السير جون روول بجدية:"دائماً ما يريد الذهاب بعيداً، هذه السلسلة مطلوبة".
سألت نفسي:"هل هو رجل مجنون أم مهرج عملي؟"
ظل وجهه غامضاً وهادئاً وودوداً، تحولت إلى مواضيع أخرى، وابديت أعجابي ببنادقه. مع ذلك، لاحظت أنه أبقى ثلاثة مسدسات محشوة في الغرفة، كما لو أنه يخشى دائما من هجوم ما. تبادلنا عدة مكالمات ثم لم أعد أذهب لزيارته، وقد اعتاد الناس ع حضوره وفقد الجميع اهتمامهم به.
مرت سنة كاملة، وفي صباح أحد الأيام ، في نهاية نوفمبر تحديداً، أيقضني خادمي وأخبرني أن السير جون روويل قد قتل اثناء الليل. بعد نصف ساعة دخلت منزل الرجل الانجليزي مع مفوض وضابط الشرطة، كان الخادم في حيرة ويأس يبكي أمام الباب. في البداية شككت أنه من قتل السير جون لكنه كان برئياً، ولم نتمكن من العثور على الجاني ابداً. عند دخول ردهة السير جون، لاحظت جثته مستلقية على ظهرها في منتصف الغرفة، كانت سترته ممزقة وتم سحب كم سترته، كل شيئ يشير إلى صراع عنيف. تم خنق الرجل الأنجليزي، كان وجهه أسود متورم ومخيف، ويبدو أنه يعبر عن خوف فظيع. لقدكان يحمل شيئاً بين أسنانه ، أما رقبته فقد ثقبت خمس او ست ثقوب التي بدا كما لو أنها قد صنعت بأله حديدية، وكانت مغطاة بالدماء
أيقضني خادمي وأخبرني أن السير جون روويل قد قتل اثناء الليل. بعد نصف ساعة دخلت منزل الرجل الانجليزي مع مفوض وضابط الشرطة، كان الخادم في حيرة ويأس يبكي أمام الباب. في البداية شككت أنه من قتل السير جون لكنه كان برئياً، ولم نتمكن من العثور على الجاني ابداً. عند دخول ردهة السير جون، لاحظت جثته مستلقية على ظهرها في منتصف الغرفة، كانت سترته ممزقة وتم سحب كم سترته، كل شيئ يشير إلى صراع عنيف. تم خنق الرجل الأنجليزي، كان وجهه أسود متورم ومخيف، ويبدو أنه يعبر عن خوف فظيع. لقدكان يحمل شيئاً بين أسنانه ، أما رقبته فقد ثقبت خمس او ست ثقوب التي بدا كما لو أنها قد صنعت بأله حديدية، وكانت مغطاة بالدماء.
حضر الطبيب وقام بفحص علامات الأصابع على الرقبة لفترة طويلة، ثم اوضح قائلاً:" يبدو أنه تم خنقة بواسطة هيكل عظمي ". بدأت اشعر بقشعريرة باردة في ظهري، ونظرت إلى مكان اليد المخيفة سابقاً،كانت السلسلة مكسورة ولم تعد اليد موجودة.
أقتربت من الجثة أكثر فوجدت أحد اصابع اليد المختفية في فمه، قطعها بأسنانه وصولاً إلى المفصل الثاني. ثم بدأ التحقيق ولم نعثر على شيئ، لم يتم كسر باب أو نافذة أو قطعة أثاث، ولم تستيقظ كلاب الحراسة من نومها.
قال الخادم:"بدا السيد متحمساً لمدة شهر، وكان يتلقى العديد من الرسائل التي كان يحرقها على الفور، وفي كثير من الأحيان ، كان في نوبة عاطفية اقتربت من الجنون، فقام بجلد وضرب اليد المجففة المعلقة على الحائط ، والتي قد اختفت في ساعة الجريمة ذاتها.
كان يذهب للنوم متأخراً جداً ، يحبس نفسه دائماً بعناية، ويبقى الأسلحة في متناول اليد.كان يتحدث بصوت عالً في الليل في كثير من الاحيان كما لو أنه يتشاجر مع شخص ما. في تلك الليلة ، وبطريقة ما ، لم يصدر أي ضجة، كان على وشك فتح النافذة التي وجد مقتولاً بقربها. لم يشك الخادم بأحد وقال:"لقد ابلغت كل ما أعرفه عن القتيل للقضاة والمسؤولين الحكوميين في جميع أنحاء الجزيرة ،ولم يتم العثور ع شيئ .
بعد حوالي ثلاثة اشهر من الجريمة، وفي أحدى الليالي ، رأيت كابوس فضيع. بدا لي أني أرى تلك اليد المريعة تدور على الستائر والجدران مثل عقرب أو عنكبوت هائل، أستيقضت ثلاث مرات وعدت للنوم ، في كل مرة ارى الجسم البغيض يجول حول غرفتي ويحرك أصابعه مثل الساقين.
في اليوم التالي، أحُضرت اليد ألي ، فقد وجدت في المقبرة على قبر السير جون روول ، الذي دفن هناك لأننا لم نستطع ايجاد عائلته. الاصبع الأول كان مفقوداً منها.
"هذه قصتي سيداتي، لا أعرف أكثر من ذلك . كانت النساء متأثرات بشدة، شاحبات ويرتجفن...صاحت أحداهن:"لكن لا يوجد ذروة ولا تفسير..! لن نتمكن من النوم ما لم تعطينا رأيك فيما حدث".
-قال مبتسماً بشدة:"أوه ..! سيدتي ، سأفسد أحلامكن الرهيبة ، أنا ببساطة أعتقد أن المالك الشرعي لليد لم يكن ميتاً، وأنه جاء ليأخذها بما تبقى من جسده. لكن لا أعرف أن كان نوعاً من الثأر.
-تمتمت أحدى النساء:"لا، لا يمكن أن يكون كذلك".
-قال القاضي مبتسماً:"ألم اخبركن أن تفسيري لن يرضيكن؟".
الكاتب
The Hand
by Guy de Maupassant
All were crowding around M. Bermutier, the judge,
who was giving his opinion about the Saint-Cloud mystery. For a month this in
explicable crime had been the talk of Paris. Nobody could make head or tail of
it.
M. Bermutier, standing with his back to the
fireplace, was talking, citing the evidence, discussing the various theories,
but arriving at no conclusion.
Some women had risen, in order to get nearer to
him, and were standing with their eyes fastened on the clean-shaven face of the
judge, who was saying such weighty things. They, were shaking and trembling,
moved by fear and curiosity, and by the eager and insatiable desire for the
horrible, which haunts the soul of every woman. One of them, paler than the others,
said during a pause:
"It's terrible. It verges on the
supernatural. The truth will never be known." The judge turned to her:
"True, madame, it is likely that the actual
facts will never be discovered. As for the word 'supernatural' which you have
just used, it has nothing to do with the matter. We are in the presence of a
very cleverly conceived and executed crime, so well enshrouded in mystery that
we cannot disentangle it from the involved circumstances which surround it. But
once I had to take charge of an affair in which the uncanny seemed to play a
part. In fact, the case became so confused that it had to be given up."
Several women exclaimed at once:
"Oh! Tell us about it!"
M. Bermutier smiled in a dignified manner, as a
judge should, and went on:
"Do not think, however, that I, for one
minute, ascribed anything in the case to supernatural influences. I believe
only in normal causes. But if, instead of using the word 'supernatural' to
express what we do not understand, we were simply to make use of the word
'inexplicable,' it would be much better. At any rate, in the affair of which I
am about to tell you, it is especially the surrounding, preliminary
circumstances which impressed me. Here are the facts:
"I was, at that time, a judge at Ajaccio, a little
white city on the edge of a bay which is surrounded by high mountains.
"The majority of the cases which came up
before me concerned vendettas. There are some that are superb, dramatic,
ferocious, heroic. We find there the most beautiful causes for revenge of which
one could dream, enmities hundreds of years old, quieted for a time but never
extinguished; abominable stratagems, murders becoming massacres and almost
deeds
of glory. For two years I heard of nothing but the
price of blood, of this terrible Corsican prejudice which compels revenge for
insults meted out to the offending person and all his descendants and
relatives. I had seen old men, children, cousins murdered; my head was full of
these stories.
"One day I learned that an Englishman had just
hired a little villa at the end of the bay for several years. He had brought
with him a French servant, whom he had engaged on the way at Marseilles.
"Soon this peculiar person, living alone,
only going out to hunt and fish, aroused a widespread interest. He never spoke
to any one, never went to the town, and every morning he would practice for an
hour or so with his revolver and rifle.
"Legends were built up around him. It was
said that he was some high personage, fleeing from his fatherland for political
reasons; then it was affirmed that he was in hiding after having committed some
abominable crime. Some particularly horrible circumstances were even mentioned.
"In my judicial position I thought it
necessary to get some information about this man, but it was impossible to
learn anything. He called himself Sir John Rowell.
"I therefore had to be satisfied with
watching him as closely as I could, but I could see nothing suspicious about
his actions.
"However, as rumors about him were growing
and becoming more widespread, I decided to try to see this stranger myself, and
I began to hunt regularly in the neighborhood of his grounds.
"For a long time I watched without finding an
opportunity. At last it came to me in the shape of a partridge which I shot and
killed right in front of the Englishman. My dog fetched it for me, but, taking
the bird, I went at once to Sir John Rowell and, begging his pardon, asked him
to accept it.
"He was a big man, with red hair and beard,
very tall, very broad, a kind of calm and polite Hercules. He had nothing of
the so-called British stiffness, and in a broad English accent he thanked me
warmly for my attention. At the end of a month we had had five or six
conversations.
"One night, at last, as I was passing before
his door, I saw him in the garden, seated astride a chair, smoking his pipe. I
bowed and he invited me to come in and have a glass of beer. I needed no
urging.
"He received me with the most punctilious
English courtesy, sang the praises of France and of Corsica, and declared that
he was quite in love with this country.
"Then, with great caution and under the guise
of a vivid interest, I asked him a few questions about his life and his plans.
He answered without embarrassment, telling me that he had travelled a great
deal in Africa, in the Indies, in America. He added, laughing:
"'I have had many adventures.'
"Then I turned the conversation on hunting,
and he gave me the most curious details on hunting the hippopotamus, the tiger,
the elephant and even the gorilla.
"I said:
"'Are all these animals dangerous?'
"He smiled:
"'Oh, no! Man is the worst.'
"And he laughed a good broad laugh, the
wholesome laugh of a contented Englishman.
"'I have also frequently been man-hunting.'
"Then he began to talk about weapons, and he
invited me to come in and see different makes of guns.
"His parlor was draped in black, black silk
embroidered in gold. Big yellow flowers, as brilliant as fire, were worked on
the dark material.
"He said:
"'It is a Japanese material.'
"But in the middle of the widest panel a
strange thing attracted my attention. A black object stood out against a square
of red velvet. I went up to it; it was a hand, a human hand. Not the clean
white hand of a skeleton, but a dried black hand, with yellow nails, the
muscles exposed and traces of old blood on the bones, which were cut off as
clean as though it had been chopped off with an axe, near the middle of the
forearm.
"Around the wrist, an enormous iron chain,
riveted and soldered to this unclean member, fastened it to the wall by a ring,
strong enough to hold an elephant in leash.
"I asked:
"'What is that?'
"The Englishman answered quietly:
"'That is my best enemy. It comes from
America, too. The bones were severed by a sword and the skin cut off with a
sharp stone and dried in the sun for a week.'
"I touched these human remains, which must
have belonged to a giant. The uncommonly long fingers were attached by enormous
tendons which still had pieces of skin hanging to them in places. This hand was
terrible to see; it made one think of some savage vengeance.
"I said:
"'This man must have been very strong.'
"The Englishman answered quietly:
"'Yes, but I was stronger than he. I put on
this chain to hold him.'
"I thought that he was joking. I said:
"'This chain is useless now, the hand won't
run away.'
"Sir John Rowell answered seriously:
"'It always wants to go away. This chain is
needed.'
"I glanced at him quickly, questioning his
face, and I asked myself:
"'Is he an insane man or a practical joker?'
"But his face remained inscrutable, calm and
friendly. I turned to other subjects, and admired his rifles.
"However, I noticed that he kept three loaded
revolvers in the room, as though constantly in fear of some attack.
"I paid him several calls. Then I did not go
any more. People had become used to his presence; everybody had lost interest
in him.
"A whole year rolled by. One morning, toward
the end of November, my servant awoke me and announced that Sir John Rowell had
been murdered during the night.
"Half an hour later I entered the
Englishman's house, together with the police commissioner and the captain of
the gendarmes. The servant, bewildered and in despair, was crying before the
door. At first I suspected this man, but he was innocent.
"The guilty party could never be found.
"On entering Sir John's parlor, I noticed the
body, stretched out on its back, in the middle of the room.
"His vest was torn, the sleeve of his jacket
had been pulled off, everything pointed to, a violent struggle.
"The Englishman had been strangled! His face
was black, swollen and frightful, and seemed to express a terrible fear. He
held something between his teeth, and his neck, pierced by five or six holes
which looked as though they had been made by some iron instrument, was covered
with blood.
"A physician joined us. He examined the
finger marks on the neck for a long time and then made this strange announcement:
"'It looks as though he had been strangled by
a skeleton.'
"A cold chill seemed to run down my back, and
I looked over to where I had formerly seen the terrible hand. It was no longer
there. The chain was hanging down, broken.
"I bent over the dead man and, in his
contracted mouth, I found one of the fingers of this vanished hand, cut--or
rather sawed off by the teeth down to the second knuckle.
"Then the investigation began. Nothing could
be discovered. No door, window or piece of furniture had been forced. The two
watch dogs had not been aroused from their sleep.
"Here, in a few words, is the testimony of
the servant:
"For a month his master had seemed excited.
He had received many letters, which he would immediately burn.
"Often, in a fit of passion which approached
madness, he had taken a switch and struck wildly at this dried hand riveted to
the wall, and which had disappeared, no one knows how, at the very hour of the
crime.
"He would go to bed very late and carefully
lock himself in. He always kept weapons within reach. Often at night he would
talk loudly, as though he were quarrelling with some one.
"That night, somehow, he had made no noise,
and it was only on going to open the windows that the servant had found Sir
John murdered. He suspected no one.
"I communicated what I knew of the dead man
to the judges and public officials. Throughout the whole island a minute
investigation was carried on. Nothing could be found out.
"One night, about three months after the
crime, I had a terrible nightmare. I seemed to see the horrible hand running
over my curtains and walls like an immense scorpion or spider. Three times I
awoke, three times I went to sleep again; three times I saw the hideous object
galloping round my room and moving its fingers like legs.
"The following day the hand was brought me,
found in the cemetery, on the grave of Sir John Rowell, who had been buried
there because we had been unable to find his family. The first finger was
missing.
"Ladies, there is my story. I know nothing
more."
The women, deeply stirred, were pale and
trembling. One of them exclaimed:
"But that is neither a climax nor an
explanation! We will be unable to sleep unless you give us your opinion of what
had occurred."
The judge smiled severely:
"Oh! Ladies, I shall certainly spoil your
terrible dreams. I simply believe that the legitimate owner of the hand was not
dead, that he came to get it with his remaining one. But I don't know how. It
was a kind of vendetta."
One of the women murmured:
"No, it can't be that."
And the judge, still smiling, said:
"Didn't I tell you that my
explanation would not satisfy you?"