هفوات ومعالجات
بقلم : سمير السعد
أنطوى ملف تصفيات المرحلة الثانية من كأس العالم 2022 وأكد الجميع دعمه للمنتخب إيماناً بالواجب الوطني والانتماء الصميمي للبلد.
ماذا بعد التأهل الى الدور الحاسم مطلع أيلول المقبل؟ المهمة شرسة في المواجهات وشديدة الصعوبة، وتستدعي من المدرب الذي يخلف المدرب المستقيل أو المقال الاستماع إلى كل صوت منصف كي يجري مراجعة موضوعية لوضع المنتخب وصفوفه ولاعبيه قبل مواجهة أقوياء آسيا في شوط التصفيات المقبل، وملف لاعبينا المغتربين أو المحترفين ينبغي أن يكون حاضر في أية معالجات.
لا يكفي لأي مدرب أن يستمع إلى صوته المنبثق من أعماقه وحده فقط معتقداً أنه سيدرك النجاح والوصول إلى برّ الأمان، هناك هفوات ومثالب واخطاء وثغرات أفرزتها الجولة المنتهية من التصفيات، ولا يصح أن ترافقنا إلى المخاض الأصعب مرحلة الحسم!
بالرغم تأهل منتخبنا الوطني الى المرحلة الثالثة من التصفيات إلا أن عشّاق الاخضر العراقي أثروا على مواكبة جميع لقاءاته في تصفيات المنامة لاسيما مباراة إيران وأفاضوا بالتعليقات في منصّات التواصل الاجتماعي مع ردود أفعال داعمة، لكن أدهشهم المستوى والأداء الباهت الذي ظهر عليه المنتخب، وخروجه بهذه النتائج المتواضعة التي فرضت حضورها غير المقنع بتلك المنافسات!
كل المتابعين والمحللين أكدوا على أن المستوى الحقيقي للاعبينا المتواجدين في المنتخب حالياً ضعيف جداً مقارنة مع أقرانهم في منتخبات القارة الأخرى! وكذلك فإن اللعب في المرحلة المقبلة والرغبة في التأهل الى المونديال يتطلّبان من الجهاز التدريبي الدقة في الاختيار والجودة في التطبيق.
لا مناص من التحليل الكمّي والنوعي ومراجعة الأداء والتكتيكات الهجومية والدفاعية ومستوى الأداء الفني لبعض اللاعبين سواء بقي كاتانيتش أم رحل وحل محلّه أي مدرب آخر لاسيما مشوار المنامة الشائك فمشكلتنا غالباً تتمركز بعدم إجادة المدربين قراءة المباراة ولا نغفل نوعية اللاعبين المنتقين للتنفيذ.
لن يرحمنا اباطرة القارة الصفراء بفرقها الكبار إن كرّرنا هفوات الصغار وأخطاء المبتدئين أمامهم في المباريات المقبلة، ناهيك عن عزف المنتخب على نفس الوتر وانخفاض الاداء بعد مرور30 دقيقة من كل أشواط المباريات الثلاث التي لعبها.
لم يكن المنتخب جاهزاً أو قادراً على ترجمة الأماني والطموحات الى حقائق وهو ما يستدعي وقفة جادة من تطبيعية الكرة، وأيضا هناك عوامل أخرى ساهمت بعدم ثبات الأخضر على وتيرة واحدة من الأداء والنتائج، وبتقديري تعد مؤشراً خطيراً وغير صحي لأنه يعزّز في الأذهان وجود اختلال في المنظومة ككل وهي بشهاده المحلّليين (ضُعف تدوير الكرة ونقلها الى الأمام بشكل سريع) وتعد هذه سلبية مؤثرة جداً اضافة لضياع صانع الألعاب والمفكر والمحرك في الوسط ممّا جعل الفريق دون فاعلية او ترابط بين الخطوط وضعف خط الهجوم.
من خلال المتابعة الدقيقة هنالك نوع من الثقة المفرطة خصوصا لدى اللاعبين مع العلم انه لم يلعب مع فرق من العيار الثقيل لتظهر إمكانية الفريق الحقيقة في مباراة التجريب ويتحمل كاتانيتش المسؤولية الأكبر في تراجع مستوى الفريق، وكذلك يتحمل البعض من اللاعبين مسألة الغرور والاستهانة بالأمور التي اثرت سلباً على مسار المنتخب في التصفيات.
وأختم بالسؤال التالي: لماذا غابت شخصية المنتخب ولم يثبت في أداء ونتائج الفريق! ربما يحتاح الجواب الى مساحة واسعة وصراحة أكبر لوضع النقاط فوق الحروف.