كورونا.. النساء المتضرر الأكبر اقتصادياً ودعوات لدعم حكومي
بقلم / أحمد عباس
أصاب فيروس كورونا منذ بدء انتشاره مطلع عام 2019، الناس على اختلاف مشاربهم وأعمارهم وطبقاتهم، من رؤساء الوزراء إلى قائدي الحافلات. ولم يفرق الفيروس بين شخص وآخر، فقد كابد الجميع آلام المرض.
غير أن تأثير الفيروس كان متفاوتا على بعض الفئات المختلفة من الناس، إذ كان تأثير المرض على الرجال مختلفا عن تأثيره على النساء، لا من حيث أعراض المرض فحسب، بل أيضا على الفرص الاقتصادية والتبعات الصحية على المدى الطويل.
ومع انتشار الوباء عالمياً بدا أن النساء الخاسر الأكبر، حيث يتحملن وطأة الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي بنسب مضاعفة مقارنة بالرجال.
وتقول سمر غازي وهي موظفة بسينما مول المنصور، إن "فيروس كورونا أثر بشكل كبير على وضعي الاقتصادي بسبب اغلاق السينما تماشياً مع اجراءات مواجهة كورونا،،، توقفت عن العمل ولا امتلك المال كي امارس حياتي بشكل طبيعي".
تضيف غازي، "حتى بعد تطبيق الحظر الجزئي وفتح السينما رفض المسؤولون اعادة الكادر السابق الى العمل واستبدلوه بكادر آخر اقل اجراً".
من جانبها قالت منظمة حقوق الانسان في العراق إنه "يمكن أن يكون لتفشي المرض تأثير سلبي غير متناسب من الناحية الاقتصادية على النساء اللاتي يشكلن مجموعة كبيرة من العاملين بدوام جزئي والعاملين غير الرسميين في جميع أنحاء العالم، وعادة ما تكون هذه الأنواع من الوظائف هي أول ما يتم التخلي عنها خلال الأزمات مثل التي نمر بها حاليا".
في غضون ذلك تقول نور الربيعي تعمل في متجر لبيع الملابس النسائية، "انا مطلقة ولديّ طفلان، ارعاهم مما اتقاضاه شهرياً من عملي، لكني تاثرت جداً نتيجة اغلاق الحياة بسبب كورونا".
وتفيد بأن، "الحكومة التي من واجبها تعويضنا، تركتنا دون رعاية او المساهمة بشيء بسيط لتمشية امورنا".
لا جدوى من استمرار الحظر الجزئي تقول الربيعي، مؤكدة أن "العراق الاول بعدد الاصابات بكورونا على مستوى الوطن العربي، والاكثر بين بلدان العالم،، الحظر الجزئي الذي يبدأ من التاسعة مساءً هو امني وليس صحياً كونه يتضمن تشديد الاجراءات على الطرق السريعة من قبل اجهزة الامن، وترك داخل المناطق بشكل فوضوي".
وتبين، أنها "بدأت تصنع الخبز وتبيعه على جيرانها لتوفير المال حتى تعيش مع طفليها بشكل كريم"، مشيرة الى "عدم اعتمادها على الحكومة خلال الازمات".
ويشكو العراقيون من سوء تطبيق اجراءات الحظر، مع تخبط بادارة ازمة فيروس كورونا من قبل خلية الأزمة المشكلة من قبل الحكومة، او على مستوى وزارة الصحة التي اقيل وزيرها قبل شهرين ولغاية اليوم لم يعين بديلاً عنه.
وأكدت حقوق الانسان في العراق، إنه "عندما تضطر النساء إلى التخلي عن العمل والدخل للبقاء في المنزل، غالبا ما يجدن صعوبة في العودة لتلك الوظائف بعد الأزمة".
وفي ذات السياق، قالت لجنة المرأة في مجلس النواب، إن "الجائحة تسببت بتقليص عدد العاملات في القطاع الخاص بشكل عام، ما أثر سلبًا على أسر العاملات".
ودعت اللجنة في بيان سابق لها إلى "ضرورة دعم الحكومة للأسرة المتضررة جراء الفيروس"، مؤكدة ان "المراة هي المتضرر الاكبر من فيروس كورونا.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت إن "النساء يشكلن غالبية العاملين في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية بنسبة 70% في 104 دول حللت بياناتها المنظمة، وهذا يضعهن في مواجهة الإصابة بالفيروس الحالي، رغم أن دخل النساء أقل من الرجال بنسبة 11% في المجال ذاته".
"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".