• اخر الاخبار

    رغم مضايقات المجتمع لها.. بنين تتخطى عوقها لتصبح نجمة لامعة في سماء الرياضة العراقية

    تقرير:علاء الشمري

    لم يكن من السهل على بنين وعائلتها تخطي كل هذه الظروف التي يعانونها من عوز  مادي فالأب كان يأتيهم بالقوت اليومي لا غير فهو كان يعمل بمرتب لا يكاد يكفي لسد رمق المعيشة لتأتي مولودته الجديدة بنين وهي تعاني من الاعاقة الجسدية حيث كانت تعاني من ضعف بالاطراف السفلى مما جعلها طريحة الفراش ، الى ان اكملت بنين عامها السادس لتدخل مرحلة جديدة وهي مرحلة الدراسة الاولى إلى أن وصلت إلى الصف الثالث الابتدائي وهنا أضيفت الى معاناتها معاناة اخرى وهي مديرة المدرسة التي كانت تقسوا عليها وتجبرها ان تلتحق بشعبتها في الطابق العلوي بالرغم من علمها انها لا تستطيع، وبعد تعنيف عانته لعدد من المرات بنين تترك المدرسة لترجع الى عزلة 

    جديدة وهنا يحدثنا مسلم شهيد والد بنين قائلا "لقد تعرضت بنين إلى صدمة نفسية تعاني منها لمدة خمسة سنوات أن الظلم التي تعرضت له من قبل مديرة المدرسة سبب لها خوف كبير من مواجهه المجتمع ازدادت حالتها سوءا وهنا كنت أقف حائرا بين أن أرى فلذه كبدي وهي تذبل أمام عيناي او أن أقاتل لكي أخرجها من هذا الجو حينها قررت بعدها التباحث مع والدتها، وبعد طرح الموضوع على المختصين أن اشركها في بعض الأعمال التي تحبها بدأت تمهيدا اطرح لها الموضوع أفكارا مختلفة حينها التقيت بالكابتن د. مسلم الوائلي مدرب لجنة النجف لتنس الطاولة  لأطرح عليه الموضوع حيث رحب كثيرا بالفكرة وطلب أن يلتقي ببنين "

    وقد شرعت الدولة العراقية مجموعة قوانين ذات صلة مباشرة بهذه الشريحة حيث خصص البند اولا من المادة ٦١ والبند ثالثا من المادة ٧٣ من الدستور العراقي ليكون كفيلا بالتعريف عن هذه الشريحة ورعاية حقوقها حيث جرد القانون التمييز بسبب الإعاقة أو الاحتياج الخاص كما وشكلت بموجب هذا القانون هيئة تكون مسؤولة عن رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة

    كما ذكر المدرب د. مسلم الوائلي مدرب لجنة 

    النجف لتنس الطاولة "إن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى ثقافة مجتمعية كبيرة  حيث هناك عدد كبير من اللاعبين من ذوي الاحتياجات الخاصة والبالغ عددهم خمسة وأربعين  لاعبا تعرضوا إلى مضايقات بسبب وضعهم الصحي مثال ذلك بنين لاعبة المنتخب العراقي التي حققت إنجازات طيبة جدا، لكن واقع المجتمع لم يتقبل هذه الحالات لذى تعرضت اللاعبة بنين إلى مضايقات عديدة جعلت منها حبيسة دارها لمدة خمس سنوات وبعد أن فاتحني والدها أنها تمتلك مهارات رياضية خاصة اقترحت عليه جلبها إلى النادي لنجري لها اختبارات بنين اجتازت كل الاختبارات بنجاح لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تكون فيها بنين نجمعة لامعة في سماء الرياضة العراقية"

    ويقول عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي" لدينا ملف خاص هو ملف ذوي الاعاقة يعنى هذا الملف بعملية رصد وتوثيق وكتابة التقارير وتلقي  الشكاوي الخاصة بواقع حقوق الأشخاص لذوي الاعاقة في العراق مبينا أن المفوضية تقوم بعملية تنسيق مع الدولة فيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية "

     وبين  أيضا " إن وزارات كثيرة استجابت مثل هيئة الاستثمار في العراق كل مشروع استثماري يجب أن يتخذ إجراءات خاصة من البنى التحتية وكثير ما رصدت المفوضية حالات عديدة من الأشخاص ذوي الهمم فيما يتعلق في بروزهم في محافل وقيامهم بأدوار كبيرة داخل مجتمعهم مثل براءات الاختراع والمشاركة والتفاعل الإيجابي فيما يطرح في الشارع العراقي من ناحية راي وتعبير وتظاهرات والفن والرسم والتعليم وقسم منهم كبير جدا في الجامعات وتأليف الكتب وبالتالي يجب أن ينظر لأصحاب الهمم بشكل متساوي وموازي باعتبار لهم حقوق  متساوية مع كافة ابناء الشعب العراقي"

    حدثتنا بنين عن تلك المعاناة التي مرت بها قائلة "كنت خائفة جدا من أن اظهر  للعيان ويشاهدوني الناس على أنني انسان لدية عوق سيطرت هذه الفكرة على مخيلتي عاينت الأمرين حيث كنت اسهر الليالي باكية بصمت حتى لا اسبب جرحا لوالدي أو ولادتي كان احساس غريب يسيطر علي وهو أنني عبئ على هذه العائلة وبعد محاولات عديدة من والدي استطعت أن اتقبل الواقع وان افهم أنني لست معاقة فالعوق الحقيقي هو العوق الفكري الذي يعانيه بعض الناس تجربتي في رياضة التنس اعطتني الكثير من الثقة بالنفس وجعلتني أسعى لتطور من مهاراتي في هذا المجال لقاءاتي مع زملائي والتعرف على قصصهم جعلني لا أبالي من الذي ينظر إلي نظرة سوء أنا اليوم امرأة مجتمع ونصفة الآخر أسعى لكي اقدم الجيد دائما "

    "تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".

    ad728