• اخر الاخبار

    صبارة قصة قصيرة من الادب الانكليزي ترجمتها للعربية زهراء حبيب حزام من جامعة البصرة

     


    صَبّارَة

    ان أهم ما يُميز ,الوقت أٌنهُ نسبيَ بشكلُ كامل. ويتفقَ الناسُ عامة أن منّ يتعرض للغرق في الذكريات  يتحدث كثيرا عن خبرتهُ في حينَ أن بأمكان المرءُ أن يستعرض مغامرة عاطفية كاملة في الوقت الذي يستغرقهُ خلع قفاز واحد

    هذا هو ما كان ترايزديل يفعلهُ عندما  كان واقفاً إلى جانبَ طاولةٍ في شقتهُ ألتي كان يَقيم فيها وحده. وعلى الطاولة كان هنالك  نباتٌ أخضر في جّرة حمراء . كان النبات نوعاً من أنواع الصبار.وقد زُودَ بأوراق طويلة مُجسمة وكان يتمايل بحركة فريدة اذا هبت أمامهُ نسمةُ رقيقة

    وكان صديق ترايزديل، شقيق العروس، يقف الى جانب طاولة وهو يشكو من انهُ تُرك وحده مع الشراب. كان كلا الرجلان يرتديان لِباسَ السهرةّ وكانت ازرار بيضاء مثل النجوم على معطفيهما تشع في عتمة الشقة

    في ما كانَ  يَفك أزرار قفازهُ بِهدوء مرت بذهنهَ بشكلً خاطف ذكريات الساعات القليلة الماضية. كان يبدو ان رائحة الأزهار التي تكدست في ارجاء الكنيسة ماتزال عالقة بأنفهَ. كان مايزال يتردد في أذنهَ همّهمات ألفٌ من الأصوات المُهذبة وأصوات حفيف الأثواب الأنيقة. وكان أكثر ما علق باذنه صوت الكاهن وهو يُردد الكلمات التي يعلن بها زواجها من رجلً آخر

    عند هذه النقطة اليائسة الأخيرة  كان مايزال يحاول كما لو أصبح ذلكَ عادة من عادات تفكيره أن يصل الى قناعة ، تُفسر كيفَ خسرها وما السبب وراء ذلك. وبشكل مفاجئ وجد نفسهُ امام شيء  لم يواجهه من قبل: كان في اعمق اعماقه يقف وجها لوجه مع نفسه - نفسُ تعرت من كُل الزخارف والمظاهر الخداعة. تراءى له ان كل ما ارتداه من ملابس التظاهر والانانية استحالت الان الى خُرق بالية من الحماقة. وارتعدت اوصاله إذ خطر له ان الاخرين كانوا  ينظرون الى ما كان يتظاهر به على انه مُجرد خداع مكشوف يثير الشفقة. الغرور والعجرفة كانت هذه مفاصل شخصيتهُ. اما هي  كانت شخصيتها خالية من ذلك كُله لكن لماذا

    في ما كانت تسير بهدوء في الممر الى حيث المذبح اعتراه شعور فرح كئيب  كان يجد فيه ما يفيد في شد ازره. قال في نفسه ان شحوب وجههايرجع الى  انها كانت تفكر في رجل اخر غير الرجل الذي كانت ستهب نفسها له. ولكن حتى هذا التفكير لم يكن ليقدم له العزاء الكافي ولم يكن مقتنعا به. فعندما ابصر نظرتها الخاطفة التي لا تخطئها عين عندما امسك عريسها بيدها ادرك انه اصبح نسيا منسيا. وفي مرة سابقة نظرت اليه النظرة نفسها وعرف معناها. والحقيقة ان غروره قد انهار تماما فلم يعد هناك ما يسنده. لماذا انتهى كل شيء هكذا؟ لم يحدث شجار بينهما ولا شيء آخر من هذا القبيل  وللمرة الالف أعاد التفكير بذهنه في احداث الايام القليلة السابقة قبل ان يغير المد اتجاهه على نحو مفاجئ.

    انت تصر دائما على ان تضعه فوق قاعدة تمثال. وكان يقبل مجاملتها في ترفع ملكي. كان البخور الذي تحرقه امامه ذا رائحة جميلة جدا. كان يقول في  نفسه انها متواضعة. و اقسم انها مخلصة جدا. كانت ترى فيه جملة  خارقة من المواقف الراقية والخصائص والمواهب. وكان يتشرب هذا التبجيل كله كما تتشرب رمال الصحراء ماء المطر دون ان تقدم وعدا بازهار او ثمار.

    في ما كان ترايزديل يفك زر قفازه الاخير، وهو شديد التجهم، عاد اليه المشهد الرئيسي من مشاهد انانيته السخيفة واضحا ومؤثرا وعميقا وهو المشهد الذي طلب منها ان تصعد اليه وتقف الى جانبه على قاعدة التمثال للمشاركة في احساسه بالعظمة. ولم يتمكن ان يحتمل ألم اطالة الوقوف امام هذه الذكرى نظرا الى جمالها الفاتن في تلك الليلة – بتموج شعرها المتطاير وحنانها وفتنة انوثتها وكلماتها. وقالت في اثناء الحديث

    - "اخبرني  الكابتن كاروثرز انك تتحدث الاسبانية كما لو كنت من اهلها. لماذا

    اخفيت عني هذه البراعة؟ هل ثمة شيء لا تتقنه

    كان كاروثرز  رجلا احمق في الحقيقة ولا شك ان ترايزديل كان مذنبا( قد كان يفعل ذلك احيانا) بان يردد في حديثه بعض الامثال باللغة الاسبانية كان يلتقطها من المعاجم احيانا. وكاروثرز كان واحدا من المعجبين به، وكان هو في الواقع الذي  يغالي في وصف مهارات ترايزديل الذهنية المشكوك فيها اصلا.

    لكن لأسف لكان بخور اعجابها حلوا ومتملقا. لقد اجاز لنفسه ان يعترف بذلك دون انكار. ودون احتجاج سمح لها ان تضع على جبهته اكليلا مكافأة له على معرفة واسعة باللغة الاسبانية دون ان يشعر بوخز شوكة كانت ستدميه لاحقا.

    لشد ما كانت سعيدة. لشد ما كانت خجولة. لشد ما كانت مرتعشة. كانت ترفرف مثل عصفور وقع في الاسر عندما كان يضع قوته عند قدميها. كان مقتنعا كما هو الان بان موافقتها كانت صريحة في عينيها. ولكنها لم تعطه اجابة مباشرة بسبب خجلها. قالت: "سابعث لك بجوابي يوم غد." واجاز لها مبتسما – وهو الرجل الواثق المنتصر – ان تتأخر في الاجابة. وانتظر في غرفته في اليوم التالي ان تصل اليه كلمة منها. وعند الظهيرة، جاء خادمها حاملا الصبار الغريب في الجرة الحمراء بلون التراب وتركه عند الباب. لم يكن ثمة رسالة من اي نوع غير قصاصة من الورق عليها اسم النبات بلغة اجنبية. وانتظر حتى الليل. ولم يأت جوابها.  غروره وكبرياؤه منعه من البحث عنها. وبعد ذلك بليلتين  اجتمعا على العشاء. تبادلا تحية اعتيادية، ولكنها نظرت اليه نظرة فيها تساؤل وشوق وتوقع. كان لطيفا وصلبا وانتظر منها ان تقدم تفسيرا. وبسرعة رد فعل الانثى استلهمت جوابا من سلوكه وتحولت الى جليد. وبعد هذا اللقاء، اتسعت المسافة بينهما. اين ذنبه ؟ من يتحمل المسؤولية عن ذلك؟ وبعد ان تحطم غروره الان حاول ان يجد اجابة على ذلك بين انقاض انانيتة. لو...

    وافاق على صوت الرجل الثاني في الغرفة الذي قطع عليه شريط افكاره.

    "اقول لك يا ترايزديل ما خطبك ؟ تبدو عليك التعاسة كما لو كنت انت من تزوجت بدل ان تكون مجرد شريك. انظر الي. قطع رجل آخر ألفي ميل من امريكا الجنوبية في باخرة موز ذات رائحة كريهة ومليئة بالحشرات للمشاركة في التضحية. ارجو ان تلاحظ ان احساسا قليلا بالذنب يقع على عاتقي. لي اخت صغيرة واحدة ذهبت الان. تعال الان. خذ شيئا من شأنه ان يخفف عنك."

    قال ترايزديل:"لا اريد ان اشرب الان. شكرا لك."

    قال الرجل مقتربا منه: "شرابك كريه الطعم. اذهب الى حانة غارسيا ريدونا واحضر لنا بعضا من الشراب الذي يهربه غارسيا. لا شك ان ذلك الشراب يستحق عناء الرحلة. ها هو شيء لي به معرفة قديمة. من اين لك هذاالنبات يا ترايزديل؟"

    قال ترايزديل: "هدية من صديق. اتعرف اي نوع؟"

    - "اعرف. هو نبات استوائي. ارى  منه كل يوم في كل انحاء بانتا. اسمه على الورقة المعلقة عليه. هل تعرف شيئا من الاسبانية يا ترايزديل؟"

    قال ترايزديل بابتسامة : "لا. هل هذه لغة اسبانية؟"

    - "اجل. يتخيل الاهالي ان اوراق النبات هذه تمتد لتقول شيئا. وهم يسمون النبات فينتومارمي وتعني بالانكليزية: تعال وخذني.



    The Cactus

    The most notable thing about Time is that it is so purely relative. A large amount of reminiscence is, by common consent, conceded to the drowning man; and it is not past belief that one may review an entire courtship while removing one's gloves.

    That is what Trysdale was doing, standing by a table in his bachelor apartments. On the table stood a singular-looking green plant in a red earthen jar. The plant was one of the species of cacti, and was provided with long, tentacular leaves that perpetually swayed with the slightest breeze with a peculiar beckoning motion.

    Trysdale's friend, the brother of the bride, stood at a sideboard complaining at being allowed to drink alone. Both men were in evening dress. White favors like stars upon their coats shone through the gloom of the apartment.

    As  he   slowly  unbuttoned   his   gloves,  there  passed   through Trysdale's  mind   a   swift, scarifying retrospect of the last few hours. It seemed that in his nostrils was still the scent of the flowers that had been banked in odorous masses about the church, and in his ears the lowpitched hum of a thousand well-bred voices, the rustle of crisp garments ,and, most insistently recurring, the drawling words of the minister irrevocably binding her to another

    From this last hopeless point of view he still strove, as if it had become a habit of his mind, to reach some conjecture as to why and how he had lost her. Shaken rudely by theuncompromising  fact, he had suddenly found himself confronted by a thing he had never before faced --his own innermost, unmitigated, arid unbedecked self. He saw all the garbs of pretence and egoism that he had worn now turn to rags of folly. He shuddered at the thought that to others, before now, the garments of his soul must have appeared sorry and threadbare. Vanity and conceit? These were the joints in his armor. And how free from either she had always been--But why—

    As she had slowly moved up the aisle toward the altar he had felt an unworthy, sullen exultation that had served to support him. He had told himself that her paleness was from thoughts of another than the man to whom she was about to give herself. But even that poor consolation had been wrenched from him. For, when he saw that swift, limpid ,upward look that she gave the  man when he took her hand, he knew himself to be forgotten. Once that same look had been raised to him, and he had gauged its meaning .Indeed, his conceit had crumbled; its last prop was gone. Why had it ended thus? There had been no quarrel between them, nothing--For the thousandth time he remarshalled in his mind the events of those last few days before the tide had so suddenly turned.

    She had always insisted upon placing him upon a pedestal, and he had accepted her homage with royal grandeur. It had been a very sweet incense that she had burned before him; so modest (he told himself); so childlike and worshipful, and (he would once have sworn) so sincere. She had invested him with an almost supernatural number of high attributes and excellencies and talents, and he had absorbed the oblation as a desert drinks the rain that can coax from it no promise of blossom or fruit.

    As Trysdale grimly wrenched apart the seam of his last glove, the crowning instance of his fatuous and tardily mourned egoism came vividly back to him. The scene was the night  when  he   had   asked   her   to   come   up   on   his   pedestal   with   him   and   share   his greatness. He could not,  now, for the pain of it,  allow  his mind to  dwell upon  the memory   of   her   convincing   beauty   that   night--the   careless   wave   of   her   hair,   the tenderness and virginal charm of her looks and words. But they had been enough, and they had brought him to speak. During their conversation she had said:

    "And Captain Carruthers tells me that you speak the Spanish language like a native. Why  have  you hidden this accomplishment from  me?   Is  there anything you do  not know?"

    Now, Carruthers was an idiot. No doubt he (Trysdale) had been guilty (he sometimes did such things) of airing at the club some old, canting Castilian proverb dug from the hotchpotch   at   the   back  of   dictionaries.   Carruthers,  who   was   one  of  his  incontinent admirers, was the very man to have magnified this exhibition of doubtful erudition.

    But, alas! the incense of her admiration had been so sweet and flattering. He allowed the imputation to pass without denial. Without protest, he allowed her to twine about his brow this spurious bay of Spanish scholarship. He let it grace his conquering head, and ,among its soft convolutions, he did not feel the prick of the thorn that was to pierce him later.

    How glad, how shy, how tremulous she was! How she fluttered like a snared bird when he laid his mightiness at her feet! He could have sworn, and he could swear now, that unmistakable consent was in her eyes, but, coyly, she would give him no direct answer. "I  will  send you  my answer to-morrow,"  she   said;   and   he,  the   indulgent,   confident victor, smilingly granted the delay. The next day he waited, impatient, in his rooms for the word. At noon her groom came to the door and left the strange cactus in the red earthen jar.  There was no note, no  message,  merely  a tag upon  the plant   bearing  a barbarous foreign or  botanical name.  He  waited until night, but her answer did not come. His large pride and hurt vanity kept him from seeking her. Two evenings later they   met   at   a   dinner.   Their   greetings   were   conventional,   but   she   looked   at   him, breathless, wondering, eager. He was courteous, adamant, waiting her explanation. With womanly swiftness she took her cue from his manner, and turned to snow and ice. Thus ,and wider from this on, they had drifted apart. Where was his fault? Who had been to blame? Humbled now, he sought the answer amid the ruins of his self-conceit. If—

    The  voice   of   the   other   man   in   the   room,   querulously  intruding  upon   his   thoughts ,aroused him.

    "I say, Trysdale , what the deuce is the matter with you? You look unhappy as if you yourself had been married instead of having acted merely as an accomplice. Look at me ,another accessory, come two thousand miles on a garlicky, cockroachy banana steamer all the  way  from South America to connive  at the sacrifice--please  to  observe how lightly my guilt rests upon my shoulders. Only little sister I had, too, and now she'sgone. Come now! take something to ease your conscience.

    ""I don't drink just now, thanks," said Trysdale

    ."Your brandy," resumed the other, coming over and joining him, "is abominable. Rundown to see me some time at Punta Redonda, and try some of our stuff that old Garcia smuggles in. It's worth the, trip. Hallo! here's an old acquaintance. Wherever did you rake up this cactus, Trysdale?

    ""A present," said Trysdale, "from a friend. Know the species?

    ""Very well. It's a tropical concern. See hundreds of 'em around Punta every day. Here'sthe name on this tag tied to it. Know any Spanish, Trysdale?

    ""No," said Trysdale, with the bitter wraith of a smile--"Is it Spanish?

    ""Yes. The natives imagine the leaves are reaching out and beckoning to you. They call itby this name--Ventomarme. Name means in English, 'Come and take me.

    ad728