• اخر الاخبار

    الجميلة النائمة للكاتب تشارلز بيرولت قصة قصيرة من الادب الانكليزي ترجمتها للعربية أسرار العلى علي من جامعة البصرة

     


    في إحدى أيام الخريف وبينما كانت الملكة تستحم و كانتْ تحلمُ بطفل حينها تسلل ضفدع من الماء وأخبرها بأن رغبتها سوف تتحققُ قريبًا .

    -قبل انتهاء العام ستلدين طفلة جميلة .

    وبما أن الضفادع مخلوقاتٍ سحرية فليس من المستغرب أن تتحقق رغبتها ، أوشك العام على الانتهاء وولدت الملكة طفلة جميلة كأنها القمر  لم يستطع الملك احتواء نفسه من شدة الفرح ، فكر بإعداد وليمة كبيرة ورائعة دعا فيها كل سكان مملكته كما ودعا فيها أيضاً الجنيات لكي يكونوا صالحين ولطيفين مع الطفل كان هناك ثلاث عشر ة منهم في مملكته، ولكن الملك كان يملك اثنا عشرة طبقٍ ذهبي فقط ليأكلوا منها فقام باستبعاد إحدى الجنيات،لم يحزن أيًا من الضيوف على قراره هذا؛ لأن الجنية الثالثة عشرة كانت معروفة بحدة الطباع والقساوة .

    اقيمت الوليمة وحضر جميع سكان المملكة وحضرت الجنيات ، شارفت الوليمة على الانتهاء حينها قدمت كل جنية هدية سحرية للطفل ، فإحدى الجنيات أعطتها فضيلتها ، والثانية اعطتها جمالاً من نوع آخر  ، والثالثة اعطتها الثروة الهائلة ، والرابعة أعطتها الذكاء الخارق .. وإلى ما ذلك .

    بعد إن قدمت الاحدى عشرة جنية هداياها ظهرت الجنية الثالثة عشرة فجأةً كان الغضبُ يتطاير من عينيها أرادتْ أن تظهر غضبها لعدم دعوتها إلى الوليمة فصرختْ بصوتٍ عالٍ

    (عندما تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً ، ستقوم الملكة بوخز نفسها بالمغزل وتسقطُ ميتة)

     

    ثم استدارت نحو الباب دون قول أي كلمةٍ أخرى وغادرت القاعة .

    اصيب الضيوف بالرعب وسقطتْ الملكة مغشياً عليها 

    لكن الجنية الثانية عشرة لم تتحدثُ عن رغبتها ، تقدمتْ تلك الجنية بهدوء إلى الأمام لكن سحرها لم يستطع ازالة اللعنة بل ساعد في تخفيف تلك اللعنة فقالت برفقٍ:( كلا، ابنتكِ لن تموت بل ستغرق في نومٍ عميق يستمر مئة عام)

    مرتْ السنون و تحققتْ وعود الجنيات لها واحدةً تلو الأخرى ، بدأت تكبر الأميرة لتصبح جميلةً ولطيفة وذكية كل من يراها يحبها وتأنسُ روحه .

    كان الملك والملكة مصممين على منع تلك اللعنة من الوصول إليها فأرسلوا أمرًا يقتضي بضرورة تحطيم جميع المغازل في المملكة ولم يسمح لأحدٍ في المملكة بإخبار الأميرة عن اللعنة التي لحقت بها؛ لأنهم كانوا يخشون عليها من القلق والحزن .

    مرتْ الأيام وها قد حان يوم ميلاد الأميرة الخامس عشر  استقظتْ الأميرة مبكراً متحمسة جدًا ليوم ميلادها

    لكنها كانتْ متيقنة بأن كل من في العلقة لازال يغطُ بنومٍ عميق فقررتْ أن تتجول في أروقة القلعة من قاعاتٍ وغرف إلى استيقظ من في القلعة لكنها لازالتْ تواصل اكتشاف بقية غرف القلعة إلى إن وصلت الى برج قديم أعلى الدرج المتعرج والمظلمُ معًا ، أخيراً وصلت إلى باب صغير يوصلها إلى ذلك البرج القديم ، وجدتْ مفتاح الباب عالقا فيه حاولت سحبه بشدة لكن من دون جدوى ففكرت بأن تدور المفتاح يمينًا وشمالاً إلى أن فُتحَ الباب وما إن دخلت الى البرج وجدت امرأة عجوز تجلسُ بجانب النافذة منشغلة بغزل الكتان كانت المرأة العجوز صماء إذ لم تسمع أمر الملك بتحطيم المغازل .

    قالت الأميرة: صباح الخير ياجدتي، ماذا تفعلين؟

    فأجابتها الامراة: أنا أدور .

    سألت الأميرة : ماهو هذا الشيء الذي يدور بمرح ،

    هل لي بتجربته؟ أخذت الأميرة المغزل وحاولت أن تديره لكن بمجرد لمسها للمغزل وخز إصبعها سقطتْ الملكة على السرير الذي كانت تقفُ بالقرب منه وغطت في نوم عميق وتحققت رغبة تلك الجنية الحاقدة، أما الملك والملكة فلقد استيقظوا وبدؤوا بروتينهم اليومي ولكن سرعان ما نام كل من في العلقة حتى الخيول والكلاب ، بل وحتى تلك الخادمة التي تطعم الدجاج ، خمدت الرياح ولم تنقلب على الأشجار أمام القلعة .

    مر نصفُ العام وبدأت الأزهار تنمو على سياج القلعة وما انتهى العام حتى تغطت القلعة بالنباتات ولم يعد يُرى منها شيء، تحولت هذه القرية إلى اسطورة ، فكان الأمراء يأتون إلى شق طريقهم عبر سياج القلعة لكنهم وجدوا أن الامر ليس يسيراً ولم يستطع أحد منهم أن يقطع تلك الأشواك والنباتات، توالت السنوات عاد إحدى الأمراء مرة أخرى إلى البلاد حينها سمع رجلاً عجوزاً يروي أحداثاً مرعبة عن تلك القلعة المغطاة بالأشواك والنباتات الغليظة ، ورى أيضاً عن قصة الملكة واللعنة التي اصابتها وسمع أن الكثير من الأمراء حاولوا قطع تلك الأشواك وابعادها عن القلعة لكنها دون جدوى بل وقع بعض الامراء داخل هذه الأشواك ومات البعض منهم . بعد سماع الأمير هذه القصة ازداد شغفه بأن يحاول قطع تلك الأشواك وإبعاد اللعنة عن الملكة لتدب الحياة من جديد في تلك القلعة، بذل الرجل العجوز كل ما في وسعه ليمنعه من الذهاب إلى القلعة لكن الأمير لم يستمع إليه، الآن مئة عام قد انتهت للتو عندما اقترب الأمير من سياج القلعة المغطى بالنباتات الغليظة، أفسحتْ الشجيرات الطريق من تلقاء نفسها وتركته يمر دون يصاب بأذى ، دخل فناء القلعة ورأى الخيول والكلاب نائمة ، نظر إلى السطح فوجد الطيور نائمة أيضًا ، دخل إلى القلعة ووجد حتى الذباب نائمًا على الجدران ورأى الخدم نائمين في الصالة ، واصل مسيره إلى حيث عرش الملك فوجد الملك والملكة نائمين أيضًا ، تجول في كل غرف القلعة إلى إن وصل إلى برج القلعة القديم حيثُ الأميرة، أعجب بجمال الأميرة إذ لم ير في حسنها وجمالها أحد لم يستطيع  الملك أن يرفع عينيه عنها، انحنى وقبلها ولمس يداها الناعمتين وما ان تلامست ايدهما فتحت الأميرة عيناها وابتسمت، وفي تلك اللحظة استيقظ جميع من في القلعة كلاً منهم ينظر إلى الأخر بدهشة حينها علموا أن لعنة الجنية الثالثة عشر قد زالت عنهم للأبد ، تزوج الأمير من الأميرة بعد مرور شهر وعاشوا حياتهم سعداء جدًا.
    ad728