*** كش ملك ***
أَنا لَست بَشرية خَالصة
كَما يَعتقدون
الحُزن خَانَ أَبي ذاتَ مَساء
والمَوتُ إِستَغفَل أٌمي
وهي في حَالةِ سُكر
فَوِلدتُ مِن مَخاضِ اليَأس
لِيرسِمَني القَدر طِفلة زائِدة
في زمنٍ مَلعون
في السَماءِ البارِدة
بَين أَثداءِ الأرض
تَحت غَيمة مُتَخَفيّة شارِدة
تُرضِعَني بَعضاً مِن قَطَراتِها
لأَنمو فَوق عِظامِ الحَرب
في أَحضانِ الغُربة
على سَرير نَجمة
رَمت بَريقَها لِحنينِ النار
تَكومت في آخر الكَون
على شَكل زَهرةٍ عابِدة
بَين أَدراج الكَوابيس
في أَقبيةِ النُعاس الرَطب
تَحتَ الأسرّة الحَزينة
لَطالَما روحَها كانت راقدة
تَنتظرُ يَوم قِيامَتها
على مَشارفِ تِلك
الحَربُ الضَروس
كَانت شاهِدة
وخَلفَ هَذيان السِلمِ
وَجَدت ظَالتَها
وَجدَته لِقلبِها
الذي كان يَركضُ
عَكسَ عَقاربِ الوَقت الشارِدة
كَأفعى خائِفة
حَوّلها الحُب
مِن مَخلوقٍ قَوي إلى آلهة هشّة
تَحت أَحزان الشِتاء
في جِيوبِ المَطر
خَلف أَضواءِ الشَوارِع
والمَدينةِ الفارِغة مِن سُكانِها
في المَقعد الأخير لِلحُب
على أَطرافِ طَاولةِ المائدة
بَين شَمعة تُضيء وأُخرى تَنطَفئ
وَجَدت قَلبَها القَديم الذي أَضاعَتهُ
كَانت مِن النِساء اللَواتِ
يَقضِينَّ سَاعاتِ اللَيل الأَخيرة
في تَطريز الوَسائِد
يَحرسنَ الكَون مِن خَلف نَافذة
يَضَعنَّ قُلوبِهنَ في ورودٍ مُلوَنة
يَمضينَّ نَحو الأَحلام دونَ رَغبة
يُسامِرنَّ المَساء خَفيفاً
كَريشةٍ في قَلب عاشِقٍ مارِدة
في بَيتِها الدافئ
كَانت عُيونَها تَبحثُ عن رائِحَتهِ
بَين صِبيةِ رَحِمِها
آلهة تُولَد
وأخرى تَموتُ
بَعد السَاعة الواحدة
كان عِندما يَشعٌل سَكائِرهُ
يَحرقً فَراشاتِها داخِلِ رِئَتيها
كان بارعاً في لَعب الشطرَنج
لَكنه لايَعرف أَن يُدير مَملَكتَها
وبَساتين قَلبِها
وَحقولها وَطيورها الخامِدة
كان يَهوى التَسَكُع
في أَدراجِ الظَلام
تَرى بِماذا رَشَشتَ وِسَادتك
اللَيلة قَبل أَن تَنام
كَم مِن القُلوب المَطعونَة
وَضَعتَ تَحتها
كَم ريشَة مِن قَلبها
إِقتَلعت هذا المَساء
لٍتَملأها بالأحلام
التي لا تأتي
تَرى على أَي طَرف تَنام
تِلك المراة
التي وَضعت قَلبها
في الثَلاجة
وجاءَت لِتَمتدَد
على سَرير من جَليد
أَخبِرني بِحق الجَحيم
هل سَيراني الله الليلة؟
بَين كُل هذا الزُحام
وفي أَي قَبيلة
سَتُشنَقُ حَواريه الرائعات
تِلك النِسوةِ اللَواتي
يَحرِسنَ الكَون
ويَطلبنَّ السَلام
يَضَعنَ قُلوبِهِنَّ في صُحون مُلونة
يَمضينَّ نَحو الحُب دون رَغبة
كَالتوابيت من رُخام
بَينَما هي كالمَجنونة
تَركت البَيت بِلا أَضواء
وَجَرت أَحشاءَ الرَب ورائِها
وَدخَلت تَكتُبُ كَلام
يُشبِه القَصيدة
لِتُوهِم نَفسَها بِأَنها إِمرأة
سَعيدة
ولا أَحد يَعلمُ حَجمَ الخَيبات
التي تَوالت عَليها ..